responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 208

قِيلَ ثُمَّ سَمِعَ أَبُو عَلِيٍّ الْجُبَّائِيُ‌[1] بِذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَ الْجَاحِظُ هَذَا مَا لَا يَحْتَمِلُهُ الزِّيَادَةُ وَ النُّقْصَانُ.

وَ رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ ع‌ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ الْأَهْوَازِ فِي نَفْيِ الْجَبْرِ وَ التَّفْوِيضِ‌[2] أَنَّهُ قَالَ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الشَّامِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنْ خُرُوجِنَا إِلَى الشَّامِ أَ بِقَضَاءٍ وَ قَدَرٍ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع نَعَمْ يَا شَيْخُ مَا عَلَوْتُمْ تَلْعَةً[3] وَ لَا هَبَطْتُمْ بَطْنَ وَادٍ إِلَّا بِقَضَاءٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ قَدَرٍ فَقَالَ الرَّجُلُ عِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ عَنَائِي وَ اللَّهِ مَا أَرَى لِي مِنَ الْأَجْرِ شَيْئاً- فَقَالَ عَلِيٌّ ع بَلَى فَقَدْ عَظَّمَ اللَّهُ لَكُمُ الْأَجْرَ فِي مَسِيرِكُمْ وَ أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ وَ عَلَى مُنْصَرَفِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُنْقَلِبُونَ وَ لَمْ تَكُونُوا فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ حَالاتِكُمْ مُكْرَهِينَ وَ لَا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَيْفَ لَا نَكُونُ مُضْطَرِّينَ وَ الْقَضَاءُ وَ الْقَدْرُ سَاقَانَا وَ عَنْهُمَا كَانَ مَسِيرُنَا؟

فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَعَلَّكَ أَرَدْتَ قَضَاءً لَازِماً وَ قَدَراً حَتْماً وَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ وَ سَقَطَ الْوَعْدُ وَ الْوَعِيدُ وَ الْأَمْرُ مِنَ اللَّهِ وَ النَّهْيُ وَ مَا كَانَتْ تَأْتِي مِنَ اللَّهِ لَائِمَةٌ لِمُذْنِبٍ وَ لَا مَحْمَدَةٌ لِمُحْسِنٍ وَ لَا كَانَ الْمُحْسِنُ أَوْلَى بِثَوَابِ الْإِحْسَانِ مِنَ الْمُذْنِبِ وَ لَا الْمُذْنِبُ أَوْلَى بِعُقُوبَةِ الذَّنْبِ مِنَ الْمُحْسِنِ تِلْكَ مَقَالَةُ إِخْوَانِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَ جُنُودِ الشَّيْطَانِ وَ خُصَمَاءِ الرَّحْمَنِ وَ شُهَدَاءِ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ أَهْلِ الْعَمَى وَ الطُّغْيَانِ‌[4] هُمْ قَدَرِيَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مَجُوسُهَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ تَخْيِيراً وَ كَلَّفَ يَسِيراً وَ لَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً وَ لَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً وَ لَمْ يُرْسِلِ الرُّسُلَ هَزْلًا وَ لَمْ يُنْزِلِ الْقُرْآنَ عَبَثاً وَ لَمْ يَخْلُقِ السَّمَاوَاتِ‌ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما باطِلًا ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ‌ وَ قَضى‌ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ‌[5] قَالَ فَنَهَضَ الرَّجُلُ مَسْرُوراً وَ هُوَ يَقُولُ-


[1] الجبائي: أبو علي محمّد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن ابان مولى عثمان بن عفان« و يطلق» على ابنه أبي هاشم عبد السلام بن محمّد و يقال لهما: الجبائيان و كلاهما من رؤساء المعتزلة، و لهما مقالات على مذهب الاعتزال، و الكتب الكلامية مشحونة بمذاهبها و اعتقادهما، توفي أبو علي الجبائي سنة 303. الكنى و الألقاب ج 2 ص 126.

[2] تتلخص عقيدتنا نحن الشيعة الإماميّة الاثني عشرية في« القضاء و القدر» بما يلي: لما كان اللّه سبحانه و تعالى مفيض الوجود و معطيه، فالافعال الصادرة منا تكون« داخلة تحت سلطانه، و من جملة مقدوراته، و من ناحية كونها صادرة منا و نحن أسبابها الطبيعية فهي داخلة تحت قدرتنا و اختيارنا، و هو لم يجبرنا عليها، بل اعطانا القدرة و الاختيار في افعالنا و لذا فهو حين يعاقبنا على المعاصي لا يكون ظالما لنا. و لا فوض خلقها الينا حتّى تخرج عن سلطانه و خلاصة الكلام اننا نقول بالطريق الوسط في القول بين القولين كما علمنا أئمتنا عليهم السلام و كما قال إمامنا الصادق عليه السلام:« لا جبر و لا تفويض بل أمر بين الأمرين».

[3] التلعة: ما علا من الأرض.

[4] في بعض النسخ« أهل الغي و الطغيان».

[5] الإسراء- 23.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست