responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 153

ذَلِكَ وَ إِنَّمَا أَمَرَ الْعَامَّةَ أَنْ يُبَلِّغُوا الْعَامَّةَ حُجَّةَ مَنْ لَا يُبَلِّغُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ جَمِيعَ مَا بَعَثَهُ اللَّهُ بِهِ غَيْرَهُمْ أَ لَا تَرَى يَا طَلْحَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِي وَ أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ يَا أَخِي إِنَّهُ لَا يَقْضِي عَنِّي دَيْنِي وَ لَا يُبْرِئُ ذِمَّتِي غَيْرَكَ تُبْرِئُ ذِمَّتِي وَ تُؤَدِّي دَيْنِي وَ غَرَامَاتِي وَ تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي؟ فَلَمَّا وُلِّيَ أَبُو بَكْرٍ قَضَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص عِدَاتِهِ وَ دَيْنَهُ فَاتَّبَعْتُمُوهُ جَمِيعاً فَقَضَيْتُ دَيْنَهُ وَ عِدَاتِهِ- وَ قَدْ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَا يَقْضِي عَنْهُ دَيْنَهُ وَ عِدَاتِهِ غَيْرِي وَ لَمْ يَكُنْ مَا أَعْطَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ قَضَاءً لِدَيْنِهِ وَ عِدَاتِهِ وَ إِنَّمَا كَانَ الَّذِي قَضَيْتُ مِنَ الدَّيْنِ وَ الْعِدَةِ هُوَ الَّذِي أَبْرَأَهُ مِنْهُ وَ إِنَّمَا بَلَّغَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص جَمِيعَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ فَرَضَ اللَّهُ فِي الْكِتَابِ طَاعَتَهُمْ وَ أَمَرَ بِوَلَايَتِهِمْ الَّذِينَ مَنْ أَطَاعَهُمْ‌ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ‌ وَ مَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ- فَقَالَ طَلْحَةُ فَرَّجْتَ عَنِّي مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا عَنَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ص حَتَّى فَسَّرْتَهُ لِي فَجَزَاكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ عَنْ جَمِيعِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْجَنَّةَ يَا أَبَا الْحَسَنِ شَيْئاً أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ رَأَيْتُكَ خَرَجْتَ بِثَوْبٍ مَخْتُومٍ فَقُلْتَ أَيُّهَا النَّاسُ- إِنِّي لَمْ أَزَلْ مُشْتَغِلًا بِرَسُولِ اللَّهِ بِغُسْلِهِ وَ كَفْنِهِ وَ دَفْنِهِ ثُمَّ اشْتَغَلْتُ بِكِتَابِ اللَّهِ حَتَّى جَمَعْتُهُ فَهَذَا كِتَابُ اللَّهِ عِنْدِي مَجْمُوعاً لَمْ يَسْقُطْ حَتَّى حَرْفٌ وَاحِدٌ وَ لَمْ أَرَ ذَلِكَ الَّذِي كَتَبْتَ وَ أَلَّفْتَ وَ قَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بَعَثَ إِلَيْكَ أَنِ ابْعَثْ بِهِ إِلَيَّ فَأَبَيْتَ أَنْ تَفْعَلَ فَدَعَا عُمَرُ النَّاسَ فَإِذَا شَهِدَ رَجُلَانِ عَلَى آيَةٍ كَتَبَهَا وَ إِنْ لَمْ يَشْهَدْ عَلَيْهَا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَرْجَأَهَا[1] فَلَمْ يَكْتُبْ فَقَالَ عُمَرُ وَ أَنَا أَسْمَعُ إِنَّهُ قَدْ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَوْمٌ كَانُوا يَقْرَءُونَ قُرْآناً لَا يَقْرَؤُهُ غَيْرُهُمْ فَقَدْ ذَهَبَ وَ قَدْ جَاءَتْ شَاةٌ إِلَى صَحِيفَةٍ وَ كِتَابٍ يَكْتُبُونَ فَأَكَلَتْهَا وَ ذَهَبَ مَا فِيهَا وَ الْكَاتِبُ يَوْمَئِذٍ عُثْمَانُ وَ سَمِعْتُ عُمَرَ وَ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ أَلَّفُوا مَا كَتَبُوا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ وَ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ يَقُولُونَ إِنَّ الْأَحْزَابَ كَانَتْ تَعْدِلُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَ إِنَّ النُّورَ سِتُّونَ وَ مِائَةُ آيَةٍ وَ الْحِجْرَ تِسْعُونَ وَ مِائَةُ آيَةٍ فَمَا هَذَا وَ مَا يَمْنَعُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنْ تُخْرِجَ كِتَابَ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ وَ قَدْ عَهِدَ عُثْمَانُ حِينَ أَخَذَ مَا أَلَّفَ عُمَرُ فَجَمَعَ لَهُ الْكِتَابَ وَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَى قِرَاءَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَزَّقَ مُصْحَفَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ أَحْرَقَهُمَا بِالنَّارِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع يَا طَلْحَةُ إِنَّ كُلَّ آيَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ جَلَّ وَ عَلَا عَلَى مُحَمَّدٍ عِنْدِي بِإِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَطِّ يَدِي وَ تَأْوِيلَ كُلِّ آيَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ كُلَّ حَرَامٍ وَ حَلَالٍ أَوْ حَدٍّ أَوْ حُكْمٍ أَوْ شَيْ‌ءٍ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بِإِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ خَطِّ يَدِي حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ‌[2] قَالَ طَلْحَةُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ مِنْ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ أَوْ خَاصٍّ أَوْ عَامٍّ كَانَ أَوْ يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَهُوَ عِنْدَكَ مَكْتُوبٌ؟

قَالَ نَعَمْ وَ سِوَى ذَلِكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَسَرَّ إِلَيَّ فِي مَرَضِهِ مِفْتَاحَ أَلْفِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ يُفْتَحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ وَ لَوْ أَنَّ الْأُمَّةَ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص اتَّبَعُونِي وَ أَطَاعُونِي‌ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ‌ يَا طَلْحَةُ أَ لَسْتَ قَدْ شَهِدْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص حِينَ دَعَا بِالْكَتِفِ لِيَكْتُبَ فِيهِ مَا لَا تَضِلُّ أُمَّتُهُ فَقَالَ صَاحِبُكَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ يَهْجُرُ[3] فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ تَرَكَهَا؟ فَقَالَ بَلَى قَدْ شَهِدْتُهُ-


[1] أرجأها: أخرها.

[2] الأرش: الدية.

[3] في شرح النهج لابن أبي الحديد ص 2 من ج 2 مسندا عن عليّ بن عبد اللّه بن العباس عن أبيه قال:-- لما حضرت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الوفاة- و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب- قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اثتوني بكتاب و صحيفة، أكتب لكم كتابا لا تضلّون بعدي» فقال عمر: كلمة معناها أنّ الوجع قد غلب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثم قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب اللّه فاختلف من في البيت و اختصموا فمن قائل يقول:« القول ما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من قائل يقول القوم ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط و اللغو و الاختلاف غضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال:« قوموا إنّه لا ينبغي لنبي أن يختلف عنده هكذا» فقاموا فمات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في ذلك اليوم فكان ابن عبّاس يقول إنّ الرزية كل الرزية ما حال بيننا و بين كتاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

قال ابن أبي الحديد قلت: هذا الحديث قد خرجه الشيخان: محمّد بن إسماعيل البخاري و مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحيهما، و اتفق المحدّثون كافة على روايته.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست