responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 101

حَتَّى يَطَأَ جَنَاحَهَا بِأَخْمَصِهِ‌[1] وَ يُخْمِدَ لَهَبَهَا بِسَيْفِهِ مَكْدُوداً فِي ذَاتِ اللَّهِ مُجْتَهِداً فِي أَمْرِ اللَّهِ قَرِيباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ سَيِّداً فِي أَوْلِيَاءِ اللَّهِ مُشَمِّراً نَاصِحاً مُجِدّاً كَادِحاً لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ أَنْتُمْ فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ الْعَيْشِ وَادِعُونَ‌[2] فَاكِهُونَ‌[3] آمِنُونَ تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِرَ[4] وَ تَتَوَكَّفُونَ الْأَخْبَارَ[5] وَ تَنْكِصُونَ عِنْدَ النِّزَالِ وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتَالِ فَلَمَّا اخْتَارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ دَارَ أَنْبِيَائِهِ وَ مَأْوَى أَصْفِيَائِهِ ظَهَرَ فِيكُمْ حَسَكَةُ النِّفَاقِ‌[6] وَ سَمَلَ جِلْبَابُ الدِّينِ‌[7] وَ نَطَقَ كَاظِمُ الْغَاوِينَ‌[8] وَ نَبَغَ خَامِلُ الْأَقَلِّينَ‌[9] وَ هَدَرَ فَنِيقُ الْمُبْطِلِينَ‌[10]- فَخَطَر فِي عَرَصَاتِكُمْ‌[11] وَ أَطْلَعَ الشَّيْطَانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ هَاتِفاً بِكُمْ‌[12] فَأَلْفَاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِيبِينَ وَ لِلْعِزَّةِ فِيهِ مُلَاحِظِينَ ثُمَّ اسْتَنْهَضَكُمْ فَوَجَدَكُمْ خِفَافاً وَ أَحْمَشَكُمْ فَأَلْفَاكُمْ غِضَاباً[13] فَوَسَمْتُمْ غَيْرَ إِبِلِكُمْ‌[14] وَ وَرَدْتُمْ غَيْرَ مَشْرَبِكُمْ‌[15] هَذَا وَ الْعَهْدُ قَرِيبٌ وَ الْكَلْمُ رَحِيبٌ‌[16] وَ الْجُرْحُ لَمَّا يَنْدَمِلْ‌[17] وَ الرَّسُولُ لَمَّا يُقْبَرْ ابْتِدَاراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ‌ فَهَيْهَاتَ مِنْكُمْ وَ كَيْفَ بِكُمْ وَ أَنَّى تُؤْفَكُونَ وَ كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟- أُمُورُهُ ظَاهِرَةٌ وَ أَحْكَامُهُ زَاهِرَةٌ وَ أَعْلَامُهُ بَاهِرَةٌ وَ زَوَاجِرُهُ لَائِحَةٌ وَ أَوَامِرُهُ وَاضِحَةٌ وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ أَ رَغْبَةً عَنْهُ تُرِيدُونَ‌[18] أَمْ بِغَيْرِهِ تَحْكُمُونَ‌ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ‌ ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا إِلَّا رَيْثَ أَنْ تَسْكُنَ نَفْرَتُهَا[19] وَ يُسْلَسَ قِيَادُهَا[20] ثُمَّ أَخَذْتُمْ تُورُونَ‌


[1] ينكفئ: يرجع، و الأخمص: ما لا يصيب الأرض من باطن القدم.

[2] و ادعون: ساكنون.

[3] فاكهون: ناعمون.

[4] الدوائر: صروف الزمان، أي كنتم تنتظرون نزول البلايا علينا.

[5] تتوقعون أخبار المصائب و الفتن النازلة بنا.

[6] في بعض النسخ« حسيكة» و حسكة النفاق عداوته.

[7] و سمل جلباب الدين، سمل: صار خلقا، و الجلباب: الإزار.

[8] الكظوم: السكوت.

[9] الخامل: من خفي ذكره و كان ساقطا لا نباهة له.

[10] الهدير: ترديد البعير صوته في حنجرته، و الفنيق: الفحل المكرم من الإبل الذي لا يركب و لا يهان.

[11] خطر البعير بذنبه: إذا رفعه مرة بعد مرة و ضرب به فخذيه.

[12] مغرزه: أي ما يختفي فيه تشبيها له بالقنفذ فإنّه يطلع رأسه بعد زوال الخوف.

[13] أي: حملكم على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه.

[14] الوسم: أثر الكي.

[15] الورود: حضور الماء للشرب.

[16] الكلم- بالضم-: الجرح، و الرحب- بالضم-: السعة.

[17] أي: لم يصلح بعد.

[18] في بعض النسخ« تدبرون».

[19] نفرتها، نفرت الدابّة: جزعت و تباعدت.

[20] يسلس: يسهل.

اسم الکتاب : الإحتجاج المؤلف : الطبرسي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست