اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 2 صفحة : 236
غير أن عام الفيل نفسه غير معروف على وجه التحديد [١] ، والأمر كذلك إلى من يرونه يتفق وموقعه «ذي قار» [٢] ، ومن ثم فقد اعتمد العلماء على تاريخين محققين من
السيرة النبوية الشريفة ، لتحقيق المولد النبوي الشريف ، وهما : تاريخ الهجرة في
عام ٦٢٢ م ، وتاريخ الانتقال إلى الرفيق الأعلى في عام ٦٣٢ م ، ومع ذلك لم يصل
العلماء ، إلى نتائج مؤكدة.
وعلى أية حال ،
فإن «جوستاف لوبون» يرى أن مولد المصطفى صلىاللهعليهوسلم
إنما كان يوم ٢٧
أغسطس عام ٥٧٠ م ، بينما يتأخر به «كوسان دي برسيفال» يومين ، فيراه في ٢٩ أغسطس
٥٧٠ م ، وأما محمود باشا الفلكي فقد حدد لمولد مولانا وسيدنا وجدنا رسول الله
صلىاللهعليهوسلم
يوم ٩ ربيع
الأول ، الموافق ٢٠ أبريل عام ٥٧١ م ، ويتفق معه في ذلك «سلفستر دي ساسي» ، والحق
أن الإمام السهيلي (١١١٤ ـ ١١٨٥ م) قد سبق كلا من الفلكي وسلفستر في تاريخهما
للمولد النبوي الشريف بيوم ٢٠ أبريل (نيسان) ، على أن المترجمين لحياة سيدنا رسول
الله صلىاللهعليهوسلم
إنما يجمعون على أنه
ولد يوم الاثنين من الأسبوع الثاني من شهر ربيع الأول من عام الفيل ، ويذهب جمهور
كبير من العلماء على أن هذا التاريخ يوافق العام الثالث والخمسين قبل الهجرة ، أي
عام ٥٧١ م ، وأما الانتقال إلى الرفيق الأعلى فقد كان يوم ١٢ أو ١٣ ربيع الأول عام
١١ ه ، الموافق ٧ أو ٨ يونيه عام ٦٣٢ م ، بعد أن بلغ
صلىاللهعليهوسلم
٦٣ عاما قمريا
بالكامل ، أي أكثر من واحد وستين عاما شمسيا ، بحوالي شهر وأكثر من نصف الشهر ،
روى البخاري ومسلم والترمذي عن ابن عباس أنه قال : مكث
النبي صلىاللهعليهوسلم
بمكة ثلاث عشرة سنة
يوحي إليه ، وبالمدينة عشرا ، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة [٣]».
[١] تتراوح تقديرات
العلماء فيما بين أعوام ٥٥٢ م ، ٥٦٣ م. ٥٧٠ م ، ٥٧١ م.
[٢] أنظر : محمد
بيومي مهران : دراسات في تاريخ العرب القديم ص ٥٩٤ ـ ٥٩٧.
[٣] محمود الفلكي :
التقويم العربي قبل الإسلام ص ٣٨ ، محمد عبد الله دراز : مدخل إلى ـ
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 2 صفحة : 236