اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران الجزء : 1 صفحة : 87
وهكذا يبدو
بوضوح أن القرآن الكريم مصدر لا يرقى إليه الشك بحال من الأحوال ، يحدثنا عن أقوام
بادت ، وعن أحداث جرت في عصور ما قبل الإسلام ، ثم إنه مرآة صادقة للحياة في
الجاهلية ، حيث يصور لنا الحياة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والعقلية أصدق
تصوير [١] ، ففي القرآن الكريم ذكر لبعض أصنام أهل الحجاز ، وذكر لجدلهم مع الرسول صلىاللهعليهوسلم في الإسلام ، وفي الحياة ، وفي المثل الجاهلية ، كما
تعرض القرآن الكريم لنواح اقتصادية وسياسية عندهم فضلا عن أمور جاهلية ، تتصل
بمعارضة قريش للقرآن والإسلام.
وقد تعرض
الإسلام للقانون الجاهلي ، وبعبارة اخرى لعرف العرب وتقاليدهم في الجاهلية ، وأقر
بعضا ، وأنكر بعضا ، وعدّل بعضا ، ومثال ما عدّله الإسلام بعض شريعة الجاهلية في
الحج والزواج والطلاق والمهر والخلع والايلاء ، وألغى نظام التبني المعروف في
الجاهلية وغير ذلك [٢] ، وكل تلك أمور يستطيع المؤرخ عن طريق دراستها أن يتعرف
ما كان عليه القوم في جاهليتهم ، ومن ثم يستطيع التعرف على كثير من أحوالهم
الاجتماعية.
وبدهي أننا لا
نستطيع الافادة من القرآن الكريم على الوجه الصحيح ،
بيروت ١٩٦١) : في ظلال القرآن ٢١ / ٢٧٥٣ ـ ٢٧٥٩ ، الدر المنثور في التفسير
بالمأثور ٥ / ١٥٠ ـ ١٥٣ ، تفسير النسفى ٣ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ (طبعة الحلبي) ، تفسير أبي
السعود ٤ / ١٧٩ ـ ١٨٠ ، تفسير الطبرسي ٢١ / ٥ ـ ٩ ، تيسير العلي القدير ٣ / ٣٠٤ ـ ٣٠٦
، تفسير المنار ٤ / ٤٧ ـ ٥٨ ، تفسير القرطبي ص ١٤١٦ ـ ١٤١٧ (دار الشعب) تفسير ابن
كثير ٢ / ٧٧ ـ ٨٦ (دار الشعب) ، تفسير الكشاف ١ / ٣٦٦ ؛ ٤٠١ ـ ٤٠٢ ، ٦١٦ (دار
الكاتب العربي ـ بيروت) ، ٣ / ٢١٣ ـ ٢١٥ مدخل الى القرآن الكريم ص ١٧٧ ـ ١٨١ ،
القصص القرآني ص ٤٩ ـ ٥٠ ، التبيان في علوم القرآن ص ١٢١ ـ ١٢٧
[١] احمد إبراهيم
الشريف : مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول ص وـ ط.