responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران    الجزء : 1  صفحة : 411

وهكذا كانت حملة أبرهة ـ كما يقول براون ـ فاتحة عصر جديد ، في تاريخ حياة العرب القومية [١] ، حتى أنهم اعتبروها مبدأ تقويم يؤرخون به الأحداث ، ومن ثم فقد كانت قريش تؤرخ بعد ذلك بعام الفيل [٢] ، كما أن هذه الهزيمة المنكرة لأبرهة جعلت الحبشة لا تفكر بعد هذا الحادث أبدا في أن تقوم بعمل عسكري ضد مكة ، بخاصة وأن القوم في اليمن سرعان ما استعانوا بالفرس ، وطردوا الأحباش من بلادهم ـ وإلى الأبد إن شاء الله ـ ومن ثم فإننا نرى أن العلاقات بين الحبشة والعرب في مكة إنما كانت طيبة على أيام البعثة النبوية الشريفة ، بل إننا نعرف أن رسول الله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ كان على علاقة طيبة بالنجاشي ، الذي يرى فيه المؤرخون المسلمون «عم أصحمة» ، بينما يرى المؤرخون المحدثون أنه «أرماح الثاني» أو «أرمحة» ، ومن ثم فإنهم يذهبون إلى أن «عم أصحمة» هذا ، إنما كان حاكما على إقليم من أقاليم الحبشة ، وعلى أي حال ، فإن النجاشي قد أكرم وفادة المسلمين الذين هاجروا إلى بلاده فرارا من اضطهاد قريش لهم ، والأمر كذلك بالنسبة إلى علاقة النجاشي بقريش التي أرسلت له سفارة فأوصته في رد هؤلاء المهاجرين [٣].

بقي أن نشير إلى أن تاريخ حملة أبرهة هذه ما يزال موضع خلاف بين


[١] حسن إبراهيم : تاريخ الإسلام السياسي ١ / ٧٦

[٢] الازرقي ١ / ١٤٨ ، هيكل : حياة محمد ص ١٠٢

[٣] ابن هشام ١ / ٣٢١ ـ ٣٤١ (طبعة الحلبي الثانية ـ القاهرة ١٩٥٥) ، الطبقات الكبرى ١ / ١٣٦ ـ ١٣٩ ، ابن الأثير ٢ / ٧٦ ـ ٨٢ ، تاريخ الطبري ٢ / ٣٢٨ ، ٣٣٥ ، زاد المعاد ٢ / ٧٥ (طبعة عام ١٩٢٨) ، احمد إبراهيم الشريف : المرجع السابق ص ١٥٩ ، عبد المجيد عابدين : المرجع السابق ص ٧١ ـ ٨١ ، رحلة صادق باشا المؤيد إلى الحبشة ، ترجمة رفيق العظم ص ١٨٦ وكذاP.P.٧٣١ ,٠٧٢ ـ ١٧ وكذا DE Lecy o\'Leavy, op - cit, P. ٤٨١ E, N, W. Budge, A History of Ethiopia, Nubia, and Abyssinia, London, ٨٣٩١

اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست