responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران    الجزء : 1  صفحة : 404

ومنها (ثالثا) إن الروم إنما كانوا يسعون إلى توحيد القبائل العربية تحت نفوذهم ، ومن ثم فقد حاولوا من قبل تكوين حلف منهم ومن «السميفع أشوع» ـ ملك اليمن بعد ذي نواس وقبل أبرهة ـ ضد الفرس [١] ، بل إن أوليري» ليرى أن بعض تجار الروم في مكة ، إنما كانوا يقومون بأعمال التجسس لحساب بلادهم [٢].

(٥) مقاومة العرب للحملة

بدأ أبرهة يعدّ العدة لغزو مكة ، وهدم البيت الحرام. ومن ثم فقد جهز جيشا ضخما ، وإن كان المؤرخون الإسلاميون قد بالغوا في عدده ، حتى ذهب بعضهم إلى أنه كان ما بين ٤٠ ، ٦٠ ألفا ، وقد اشترك في هذا الجيش من قبائل عرب الجنوب ، خولان والأشعريون وخندف وحميس بن أد [٣].

هذا وتذهب المصادر العربية إلى أن العرب حينما سمعت بهذا الأمر عظمته ، ورأوا أن جهاده حقا عليهم ، وذلك لمكانة الكعبة عند العرب ، فضلا عن مكانة مكة نفسها ، ذلك لأن المدينة المقدسة ، إنما كانت ـ كما اشرنا من قبل [٤] ـ تتمتع عند القوم بمكانة لا تتطاول إليها مكانة بلد آخر في شبه الجزيرة العربية ، فمن المعروف أنه رغم وجود «البيوت الحرام» كبيت الأقيصر وبيت ذي الخلصة وبيت نجران ، وغيرهما من البيوت


[١] E.Glaser ,in MVG ,II ,P.٧٣٤ وكذا Procopius, I. XIX, ٨ ـ ٦١, P. ٠٨١ R, Bell, op - cit, P. ٠٤.

[٢] De LacyO\'Leavy ,op - cit ,P.٤٨١

[٣] تفسير القرطبي ٢٠ / ١٩٣ ، البيهقي : دلائل النبوة ١ / ٥٧ ، روح المعاني ٣٠ / ٢٣٤ ، جواد علي ٣ / ٥١٩ ، وكذاLe Museon ,٥٦٩١ ,٣ ـ ٤ P.٣٣٤.

[٤] راجع هنا الفصل الخاص بالكعبة المشرفة.

اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران    الجزء : 1  صفحة : 404
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست