responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران    الجزء : 1  صفحة : 300

الفرع الثاني فيستمر في نفس الإتجاه حتى البتراء ، فغزة فبلاد الشام ومصر [١].

وهكذا كانت مدين تقع على أهم طريق من طرق النقل التجاري ، ومن ثم فقد كانت آفة مدين ، إنما هي آفة كل المدن على مدرجة الطرق ، ومن ثم فقد كانت قصتها في القرآن الكريم ، إنما هي قصة التجارة المحتكرة والعبث بالكيل والميزان ، وبخس الأسعار والتربص بكل منهج من مناهج الطريق ، وهكذا كانت رسالة شعيب عليه‌السلام ، رسالة خلاص من شرور الاحتكار والخداع في البيئة التي تعرضت له بحكم موقعها من طرق التجارة والمرافق المتبادلة بين الأمم [٢].

ومن هنا كان التركيز في دعوة النبي الكريم على أن يقيم القوم الوزن بالقسط ولا يخسروا الميزان ، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى «وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ، وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ، وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» [٣] ، ويقول «كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ، إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ ، أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا


[١] محمود طه أبو العلا : جغرافية شبه جزيرة العرب ـ الجزآن الثالث والرابع ص ١٢٧ ، عبد الرحمن الأنصاري : لمحات عن بعض المدن القديمة في شمال غربي الجزيرة العربية ـ مجلة الدارة ، العدد الأول ، ص ٧٨ ، وكذا A. Amer, The Ancient Trans - Peninsular Routes of Arabia, Le Cairo, ٥٢٩١ PP. ٦٢١ ـ ٠٤١

[٢] عباس محمود العقاد : مطلع النور ص ٩٣ ـ ٩٤ ، تفسير روح المعاني ٨ / ١٧٦ ـ ١٧٧ ، تفسير المنار ٨ / ٥٢٥ ـ ٥٢٦ ، تفسير الطبري ١٢ / ٥٥٤ ـ ٥٥٥

[٣] سورة هود : آية ٨٤ ـ ٨٥

اسم الکتاب : دراسات تاريخيّة من القرآن الكريم المؤلف : محمد بيومي مهران    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست