التقية
[1]فأما البداء فان أئمتهم لما احلوا انفسهم من شيعتهم محل الأنبياء من
رعيتها في العلم فيما كان و يكون و الاخبار بما يكون في غد و قالوا لشيعتهم أنه
سيكون في غد و في غابر الأيام كذا و كذا فان جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا
لهم: أ لم نعلمكم أن هذا يكون فنحن نعلم [2]من قبل اللّه عز و جل ما علمته الأنبياء و بيننا و بين اللّه عز و جل
مثل تلك الأسباب التي علمت بها الأنبياء عن اللّه ما علمت، و إن لم يكن ذلك الشيء
الذي قالوا انه يكون على ما قالوا قالوا لشيعتهم بدا للّه في ذلك بكونه، و أما
التقية فانه لما كثرت على أئمتهم مسائل شيعتهم فى الحلال و الحرام و غير ذلك من
صنوف ابواب الدين فأجابوا فيها و حفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوهم و كتبوه و دونوه
و لم يحفظ أئمتهم تلك الأجوبة لتقادم العهد و تفاوت الأوقات لأن مسائلهم لم
[1] التقية مما دل على وجوبه العقل إذا
كانت لدفع الضرر الواجب و قد دل عليه أيضا القرآن العظيم. روى الطبرسي في الاحتجاج
بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام في بعض احتجاجاته على بعض و فيه (و آمرك أن
تستعمل التقية في دينك فان اللّه عز و جل يقول لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء
من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من اللّه في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) و
مثله قصة عمار التي نزل فيها قوله تعالى إلا من أكره و قلبه مطمئن بالايمان
[2] هذه نسبة اختلقها القائل لتشويه سمعة
الامام عليه السلام بعد أن شط به الهوى عن القصد بشيء يختلف الناس في تفسيره حسب
مزاعمهم و مغازيهم كمثل البداء الذي ذهبت الأهواء و النزعات فيه كل مذهب كيفما
ذهبت بالقالة اغراضهم و بواعثهم لكن علماء الامامية حققوه أحسن تحقيق و كتبوا فيه
الرسائل و المقالات المتعة