و تخرب اذ هي مساكنهم فتتلاشى الأبدان و تفنى و ترجع الروح فى قالب
آخر منعم او معذب و هذا معنى الرجعة عندهم و إنما الأبدان قوالب و مساكن بمنزله
الثياب التي يلبسها الناس فتبلى و تطرح و يلبس غيرها و بمنزلة البيوت يعمرها الناس
فاذا تركوها و عمروا غيرها خربت و الثواب و العقاب على الأرواح دون الأجساد، و
تأولوا في ذلك قول اللّه تعالى:فِي أَيِّ
صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (82: 8)و قوله تعالى:
وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ
بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ (6: 38)و قوله عز و جل:وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ (35: 24)فجميع الطير و الدواب و السباع كانوا أمما ناسا خلت فيهم نذر من
اللّه عز و جل و اتخذ بهم عليهم الحجة فمن كان منهم صالحا جعل روحه بعد وفاته و
إخراب قالبه و هدم مسكنه إلى بدن صالح فأكرمه و نعمه و من كان منهم كافرا عاصيا
نقل روحه إلى بدن خبيث مشوه يعذبه فيه بالدنيا و جعل قالبه (ظ) في أقبح صورة و
رزقه أنتن رزق و أقذره، و تأولوا في ذلك قول اللّه عز و جل:فَأَمَّا
الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَ نَعَّمَهُ فَيَقُولُ
رَبِّي أَكْرَمَنِ وَ أَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ
فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (89: 15- 16)فكذب اللّه تعالى
هؤلاء و رد عليهم قولهم لمعصيتهم إياه فقال:كَلَّا بَلْ لا
تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (89: 17)و هو النبي صلى
اللّه