responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فرق الشیعة المؤلف : نوبختی، حسن بن موسی    الجزء : 0  صفحة : 1

كلمة لا بد منها

بسم اللّه الرحمن الرحيم قد شاء اللّه سبحانه و تعالى أن يقع بين يدينا هذا الكتاب النّفيس- فرق الشيعة- للعالم الجليل المتكلّم أبي محمد الحسن النوبختي الذي عاش حتى أواخر القرن الثالث الهجري، أي أنه كان في زهو شبابه و يقظته الذهنية و نضجه العقلي يعايش عصر الازدهار العلميّ و الفلسفي في العاصمة العباسية، و يغترف من بحرهما ما شاءت له موهبته الفذّة، فظهر على الأقران و كان سيّد الميدان، بين علماء عصره و فى قصر السلطان، لأنه من أسرة نبيلة امتازت بالفروسية و الشجاعة كامتيازها بالعلم و البراعة، فكان لها القوس المعلّى قبل أن تنضوي تحت لواء الدين الإسلاميّ الحنيف، و حازت قصب السّبق حين تشرفت بالعقيدة الصحيحة و تربّعت على أرائك الفهم و العلم، بعد أن برّزت في ميادين الفقه و الأصول و الفلسفة و الكلام و الرياضيات و التنجيم، و كانت من الأسر التي أعطت العالم الإسلاميّ جهابذة تقتدى، و مثلا عليا، و مراجع في الفقه و الدّين يأوي إليها الطامحون ليترشفوا من معين علمها و فضلها ..

نعم، شاء اللّه تبارك و تعالى أن يقيّض لنا الحصول على نسخة هذا الكتاب الصغير الحجم الكبير المعنى، الذي حوى بين دفّتيه علما جمّا، فعزمنا- بعد الاتكال على اللّه عزّ و جل- أن ننفض عنه غبار نصف قرن مضى، و نعيد طبعه و نشره ليتسنّى لرواد الحقيقة أن يطلعوا على ما فيه من دقة التحديد و القول السديد، في موضوع خاض فيه الكتّاب و جهدت فيه الأقلام، فنيسّر بذلك مرجعا فخما مختصرا لروّاد الحقيقة المشتغلين في هذا الباب، و المهتمّين بتمييز الخطأ من الصواب في مجال تهم الطائفة الشيعية الاثني عشرية و عيبها بكل فرقة انسلخت عنها و شذّت عن صراطها القويم، فتبرّأت الشيعة منها، و زيّفت عقيدتها و أخزتها و أسقطت رأيها، و اعتبرتها ضالّة مضلة، في حين ظلّ خصوم الشيعة يصمونهم بها ظلما و عدوانا، بالرّغم عمّا بين الشيعة الإمامية الاثني عشرية و بين تلك الفرق الضالّة من بون شاسع في مجالي العقيدة و العمل، و جزى اللّه السيد الجليل- بحر العلوم- الذي لفت النظر إلى ذلك في «تنبيه» لهذا الأمر، نورده بعد كلمتنا هذه، و اللّه تعالى هو المسدّد للصواب.

بيروت: في ربيع الثاني سنة 1404 ه.

و كانون الثاني سنة 1984 م. الناشر

تنبيه‌

قد يحسب القارئ لأول وهلة أن النزعات الأهوائية المذكورة في هذا الكتاب كلها مما تدين به الشيعة الامامية او أن تلك الفرق لها كيان ثابت بين ظهرانيها، لكن المنقب في التأريخ الباحث عن شئون الأمم و الديانات و المطلع على السياسات المتعاورة في الأجيال الغابرة جد عليم بانها كانت تتراوح بين شكوك و أوهام عرت بعض البسطاء و انقرضت بموتهم، و مطامع و شهوات صبت إليها آحاد استهوتهم النهمة و الشره لاختلاس مال او حيازة جاه و هؤلاء بين من ثوب إلى الحق بعد الحصول على غايته او يأسه منها او توفقه للتوبة، و من قطع معرته حمامه، و أناس ديف إليهم السم في العسل من قبل السياسات الوقتية روما لتشتيت كلمة الامامية و محق روعتهم فاستخفهم الجهل بالغايات مع ما جبل به الانسان من حب الفخفخة فقاموا بدعايات باطلة و استحوذوا على نفوس خائرة القوى لكن سرعان ما قلب عليهم الدهر ظهر المجن لما تمكنت الساسة من الحصول على ضالتهم المنشودة و لم يبق لهم فى القوم مطمع فأخذوا و قتلوا تقتيلا، و كانت هناك مجزرة بدعهم و اهوائهم إلى غير هذه من غايات و اغراض وقتية أسفت بالنفوس الضئيلة إلى هوة المذلّة و اللعنة و لم يعد في الأكثر أن يكون المعتنقون لها افرادا من ساقة الناس أو عشرات من الذنابى أو لمة ممن لم يقم المجتمع الديني و البشري لهم وزنا و عم الجميع أن ظوتهم مع عيثهم الأيام و طحنهم بكلكله الجديدان فعادوا كحديث امس الدابر، و غير يسير منها مفتعل على أناس لم يثبت لهم كيان او دعاية، و نص آية اللّه العلامة الحلي المتوفى سنة 726 فى مناهج اليقين بأنها وجدت في كتب لا اعتبار لها و أن الموجود منها انقرض، و تطابقت كلمات علمائنا و معهم التأريخ على انقراضها و تسالموا على الرد عليها و تفنيدها «انظرالفصول المختارة للسيد المرتضى (مخطوط) و الغيبة للشيخ الطوسي (طبع تبريز) و غيرهما من مؤلفات الامامية في العقائد و للمؤلف النوبختي كتاب (الرد على فرق الشيعة ما خلا الامامية) ذكره النجاشي في فهرسته ص 46» و على تقدير وجود شي‌ء من هذه الفرق فالامامية لا تشك في بطلانها و كفر كثير منها كالنصيرية و غيرهم، فمن يحاول البحث مع الامامية او يتحرى الوقوف على معتقداتهم فليراجع كتبهم الخاصة لسرد عقائدهم و اثبات تعاليم أئمتهم عليهم السلام لا غيرهم الذين هم منهم برآء فيشن عليهم الغارات بما اقترف غيرهم من الآثام،

(غيري جنى و أنا المعاقب فيكم‌

 

فكأنني سبابة المتندم)

 

الموجود من فرق الشيعة الآن (الامامية الاثنا عشرية) و العبرة بهم و بكتبهم فحسب و هم منتشرون في أرجاء العالم (الزيدية) في اليمن و ضواحيها (الاسماعيلية) في الهند و غيره و أما الغلاة فهم عندنا كفار ...

محمد صادق‌

آل بحر العلوم‌

مقدمة الكتاب‌ [1]

بقلم العلامة الكبير السيد هبة الدين الشهرستاني مؤلف كتاب فرق الشيعة ابو محمد الحسن بن موسى النوبختي‌

- 1- نسبه و نسبته‌

هو ابو محمد الحسن بن ابى الحسن موسى بن الحسن بن ابي الحسن محمد بن العباس ابن اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت المنجم البغدادي و كان ابو محمد الحسن ابن اخت ابي سهل اسماعيل بن علي بن اسحاق بن اسماعيل بن ابي سهل بن نوبخت،

اما نوبخت‌ [2]فاسم فارسي لرجل فارسي اشتهر بعلم النجوم و عملها في اواخر الدولة الأموية و اوائل الدولة العباسية و عمر اكثر من مائة سنة فكان ينجم‌ [3]و يترجم لخالد بن يزيد بن معاوية ثم صحب المنصور في الخلافة العباسية و لما نبأه بثبوت الملك له‌


[1] اقتطعها من كتابه الموسوم بالنوبختية المعمول في جمع تواريخ آل نوبخت و تراجمهم الذي لا يزال مخطوطا-

[2] هذه الكلمة مركبه من (نو) بمعنى الجديد و (بخت) بمعنى الحظ اي الحظ الجديد نظير نوروز بمعنى اليوم الجديد و يجوز ابدال الواو ياء فيقال نى‌بخت بدل نوبخت كما يقال نيروز بدل نوروز و هي بفتح النون و الباء الموحدة

[3] كما في فرج الهموم باحكام النجوم للسيد علي بن طاوس (مخطوط)

اسم الکتاب : فرق الشیعة المؤلف : نوبختی، حسن بن موسی    الجزء : 0  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست