responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الناسخ والمنسوخ المؤلف : الهروي، أبي عبيد القاسم بن سلام    الجزء : 0  صفحة : 35

دلالات وأحكاما لا تحتملها النصوص. وهكذا ... لذا كان لزاما عليّ أن أتتبع عقيدة أبي عبيد فأكشف عن مدى صفائها وسلامتها من الابتداع مستندا في ذلك الكشف على نصوص توثيقية ـ أقوال ومواقف ـ سجلت لأبي عبيد.

١ ـ الإيمان :

مذهب أبي عبيد في الإيمان مذهب أهل السنة والجماعة فى أن الإيمان اعتقاد القلب مع قول اللسان وعمل الجوارح ، تبين لنا ذلك بما ثبت عنه في كتابه الإيمان إذ يقول : اعلم رحمك الله أن أهل العلم والعناية بالدين افترقوا في هذا الأمر ـ أي الإيمان ـ فرقتين :

فقالت إحداهما : الإيمان بالإخلاص لله بالقلوب وشهادة الألسنة وعمل الجوارح.

وقالت الفرقة الأخرى : بل الإيمان بالقلوب والألسنة فأما الأعمال فإنما هي تقوى وبر وليست من الإيمان.

ثم بين أبو عبيد مذهبه في ذلك فقال : وإنا نظرنا في اختلاف الطائفتين فوجدنا الكتاب والسنة يصدقان الطائفة التي جعلت الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا وينفيان ما قالت الأخرى [١].

وقد انتقد أبو عبيد الفئات الضالة في مفهوم الإيمان كالجهمية القائلين بأن الإيمان هو معرفة القلب فكان مما قال : ثم حدثت فرقة ثالثة شذت عن الطائفتين جميعا ليست من أهل العلم ولا الدين فقالوا : الإيمان معرفة بالقلوب بالله وحده وإن لم يكن هناك قول ولا عمل. وهذا منسلخ عندنا من قول أهل الملل الحنفية لمعارضته لكلام الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالرد والتكذيب [٢]. وأبطل أيضا مفهوم الإيمان عند كل من المعتزلة القائلين : إن الإيمان بالقلب واللسان مع اجتناب الكبائر فمن قارف شيئا كبيرا زال عنه الإيمان ولم يلحق بالكفر ، والخوارج


[١] انظر : كتاب الإيمان لأبي عبيد ٥٣ ، ٥٤ ت محمد ناصر الدين الألباني.

[٢] انظر : المرجع السابق ٧٩.

اسم الکتاب : الناسخ والمنسوخ المؤلف : الهروي، أبي عبيد القاسم بن سلام    الجزء : 0  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست