وفي سنة اثنتين
ومائتين بويع لإبراهيم بن المهدي بالخلافة في بغداد وخلع خلافة المأمون ولقب
بالمبارك فأرسل له المأمون جيشا ألحق به أبلغ الهزيمة فاختفى بعد سنة من ظهوره [١] وفي تلك السنة شخص المأمون من مرو إلى بغداد فقدمها سنة أربع ومائتين وانقطعت
مادة الفتن بمقدمه [٢].
هذه بعض نماذج من
وقائع جرت في مدينة السلام كان لها دون أدنى شك أبلغ الأثر في عرقلة التقدم العلمي
والرقي العمراني.
كانت ثغرا من ثغور
المسلمين في مواجهة الروم وكانت حياة الثغور يعوزها الاستقرار إذ تتسم بالمرابطة
والترقب الدائم تحسبا لأي غارة قد يشنها أعداء الأمة المسلمة من أمم الكفر
المجاورة وقد كانت هذه المدينة ـ مثلها مثل غيرها من الثغور المتاخمة للأعداء ـ يؤمها
الصالحون والأخيار [٤] رجاء الحصول على الأجر والفوز من الله جل ثناؤه ، فعن سهل
بن سعد الساعدي رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : « رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها
وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل
الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها » رواه البخاري [٥].
أقام أبو عبيد في
طرسوس ثماني عشرة سنة تولى خلالها منصب القضاء لواليها ثابت بن نصر بن مالك
الخزاعي وقد كان من قبل ذلك مؤدبا لأولاده [٦].