اسم الکتاب : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 142
تكون بمثابة الملك
لها ، لا يمكن سلبها عنها إذا حصلت عليها الروح ، قال تعالى : (إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَهَر * فِي مَقْعَدِ صِدْق عِندَ مَلِيك مُّقْتَدِر)[١].
وقال تعالى : (يَا
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)[٢].
والمكافاة لهذه الامتيازات الروحية هي
الجنة التي هي مقسّمة حسب مراتب هذا التفاضل ، فالأكثر إيماناً وعلماً وعقيدة (أي
الأكثر تقوى) له مراتب أعلى من غيره الذي هو عالم مؤمن متقي.
وأمّا المادة : وهو الجسم ، فليس له
إلاّ التنفيذ.
وفي المادة توجد امتيازات وتوجد فوارق ،
إلاّ أنّها ليست من باب الكمال وإن كانت فضيلة ومزية ، إلاّ أنّها ليست معياراً
للتفاضل ، فتأتي هنا قضية قواميّة الرجل على المرأة التي قلنا سابقاً : إنّها
فضيلة القوة ، بينما تحوز المرأة فضيلة العاطفة والرحمة والرقة (المتمثلة في جمال
المرأة) التي قال عنها الإسلام إنّها ريحانة وليست قهرمانة.
وقد أراد الله تعالى أن يسخّر المجتمع
لعواطف المرأة ورقتها ورحمتها ، بمعنى أنّه أراد للمجتمع أن يتربّى على العواطف
والرحمة ، فإدخلها إلى المجتمع مع الحجاب والعفة ليستفيد من عاطفتها ورقتها ولطفها
وصفائها ووفائها.
فالتفاضل موجود في جسم الإنسان (الرجل
والمرأة) ولكنّه ليس هو التكامل المنشود ، فالرجل عادةً وغالباً فيه امتياز على
جسم المرأة بالقوة ، وجسم المرأة عادة وغالباً فيه امتياز على جسم الرجل باللين
والعاطفة ، وأراد الإسلام أن يمزج