اسم الکتاب : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 133
وقد رأينا أنّ السيدة خديجة سلام الله
عليها عندما طلب منها رسول الله صلىاللهعليهوآله
بأنّها إذا دخلت الجنة فلتقرأ السلام على ضرائرها (زوجات رسول الله صلىاللهعليهوآله في الجنة) وهنّ : مريم
بنت عمران ، وكلثم اُخت موسى ، وآسية بنت مزاحم (امرأة فرعون) ، فأجابت النبي صلىاللهعليهوآله فقالت : بالرفاء يا
رسول الله [١].
وقد وردت روايات كثيرة تدلّ على أنّ
النساء ليس من حقهنّ الغيرة ، منها صحيحة جميل بن دراج عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «لا
غيرة في الحلال» بعد قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
: «لا تحدثا شيئاً حتى أرجع اليكما» (خطاب إلى زوجاته) فلمّا أتاهما أدخل رجليه
بينهما في الفراش [٢].
الثاني : حالة الحسد ، فإنّ هذه الحالة
أصيلة في طبيعة الإنسان ، والزوجة تحسد الزوجة الاُخرى وتتوهم أنّها تزاحمها ويجب
أن تحصر زوجها في نفسها.
ولكن الحسد وإن كان أمراً أصيلاً في
طبيعة الإنسان ، إلاّ أنّ هناك شيئاً آخر أيضاً هو أصيل في الإنسان ، وهو العقل
والوجدان الذي يحكم بأنّ الحسد قبيح.
والإسلام أخذ بجانب العقل العملي وحارب
هذه الحالة الموجودة في الإنسان وربّاه ضدّ الحسد ، وأكدّ على عدم تطبيق الحسد
والجري العملي عليه وترتيب أثره على الأقل إن لم يتمكّن من القضاء عليه في قرارة
نفسه. اذن لا يكون الزواج الثاني قبيحاً من هذه الناحية ، بل الحسد هو القبيح بعد
حصول التعدّد.
[١] من لا يحضره
الفقيه للشيخ الصدوق ١ : ١٣٦ ، والرواية هي : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله على خديجة وهي لما
بها ، فقال لها : «بالرغم منّا ما نرى بك يا خديجة ، فإذا قدمت على ضرائرك
فاقرئيهن السلام» فقالت : من هنّ يا رسول الله؟ فقال صلىاللهعليهوآله
: «مريم بنت عمران ، وكلثم اُخت موسى ، وآسية امرأة فرعون» فقالت : بالرفاء يا
رسول الله.
[٢] وسائل الشيعة ١٤
: باب ١٣٥ من مقدّمات النكاح ، الحديث الوحيد في هذا الباب.
اسم الکتاب : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 133