اسم الکتاب : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 115
العصرية ، فإذا
طبقاً لذلك المنطق لابدّ أن تكون المرأة في الصورة الثانية هي الأكثر تحرّراً ، فلماذا
حكموا عليها بأنّها مجنونة وغير مستقرة عقلياً؟!!
وإذا كانت المرأة في الصورة الثانية
مجنونة وغير مستقرة عقلياً ، فعلى هذا المنطق ستكون المرأة في الصورة الثالثة غير
مجنونة ، وعليه فستكون المرأة في الصورة الاُولى هي المرأة المثالية التي يجب أن
يقتدى بها ، فلماذا وصفت بأنّها مضطهدة وشعروا بالأسف لها؟!!
هذا هو المعيار المزدوج ، فإنّ عدم ستر
بعض البدن كالصدر والساق وشعر الرأس ، الذي تعدّ من زينة المرأة ، وهي التي تهيّج
الرجال وتوجد الفتنة والإغراء ، اعتبرت في ذلك المنطق متحضرة ومتحرّرة وقدوة يقتدى
بها ، لكن المرأة التي لا تضع على جسمها أي غطاء اعتبرت مجنونة ، بينما كان يجب أن
تكون أكثر تحرّراً وتحضراً إذا كانت الاُولى متحرّرة ومتحضرة.
وإذا كانت العارية مجنونة ـ كما يقولون
ـ فهذا يقتضي أن تكون الساترة لبدنها ما عدا الوجه والكفين عاقلة يقتدى بها ، لا
أنّها مضطهدة يؤسف لها.
٢ ـ يعرض الغرب ستر البدن على أنّه يحدّ
من نشاط المرأة في حياتها الشخصية.
والجواب : أنّ ستر البدن لا يحدّ من
نشاط المرأة في أعمالها كما نراها عاملة محتشمة ونظيفة في كلّ مجال أعمالها التي
تقدر عليها ، بل ستر البدن يتيح لها كرامة واحتراماً عند الآخرين حينما تعكس لهم
أنّها لا تنوي أي ملاطفات جنسية في مجال عملها خارج نطاق الزوجية ، فهو يمنحها
شعوراً بالأمان والحماية ما دامت ترفع هذا الشعور ، كما أنّه قد تقدّم أنّ العفة
والحشمة واجبة على الرجال أيضاً بحدود معينة.
اسم الکتاب : أوضاع المرأة المسلمة ودورها الإجتماعي من منظور إسلامي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 115