responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ديوان الشيخ محسن أبو الحبّ ( الكبير ) المؤلف : أبو الحبّ، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 8

أجمل من تسكنه عنادل الدعة والسلام ، وأطيب ما تفوح منه أزهار نيسان مفتحة بعمر جديد.

ما اصدق أن يتجدد الحزن القديم على سيد الشهداء عليه‌السلام وأنت تسافر جريحا عبر قصائد الديوان ، وغريبا في فلاة كلها أشواك تحاصر ألألم الدفين ، وطوفان أموي مجنون يغمر حدائق الحلم ، وخيام ألأمان ، ويلوكها بنيران من لجج ، حتى إذا إتسع الجرم ، وعظم الذنب ، وإشتدت حمرة الدم لتغرق الشمس تركها كالهشيم.

لقد إستطاع الشاعر بما أوتي من قريحة خصبة ، وعاطفة متأججة في حب الحسين عليه‌السلام أن يردنا إلى فاجعة الحدث ، وينفخ فينا الوجع ألأبدي المخضب بالحسرات الحارقة ، ويشغشغ في أكبادنا الجرح مرة أخرى ، مسفوحا على عتبات الذكرى ، ومذبوحا على جذوع ألإنكسار ، ومصلوبا على رملته من خلاف ، أحسست وأنا اقرأ أشعار المخطوط برغبة شديدة في البكاء حينا ، وأحيانا أخرى بغضب هادر يوقد فيّ الثورة على الركود ، والعزم على التحديد ، ومحو رسوم الظلم ألأفين ، فهل من دواء للقلب المكلوم غير السيوف القواطع ، وخميس ألأسنة المشرعة ، ذاك هو الحسين عليه‌السلام الرمز ألأسطوري الخالد خلود القدر في لوحه المحفوظ ، مشرقا يكتب للبشرية كتاب نبراسها ، ومنهاج سيرتها ، وتعاليم الفتوح ألإشراقية المثمرة لها بالخلاص ، فما أروعه إذ يقول :

هل غير ماضية السيوف شفاء

أم غير تعناق الكماة دواء

ذاك الحسين ولا أظنك عارفا

ما نونه ما سينه ما الحاء

ذاك الذي أعطى المهند حقه

في يوم نحسٍ لم تزره ذكاء

تقرأ سرور الشاعر عطرا بين ثنايا ألأبيات ، فتلمح تهليلاته بالخالدات من أيام الحسين عليه‌السلام المحملة بألأريج ، والمرصعة بيواقيت البشرى التي تحف ألإنسان وهو ينتظر صبحه القريب.

ولن يخفى إشعاع الصحوة الحسينية عن ناظر مهما طوحت به غياهب الفجاج ، ومهما ضلت به قدم الليل وزلت في سحيق الكهوف الموحشة ، حري بالمثقفين من الشعراء والكتاب والمفكرين أن يجعلوا من قضية

اسم الکتاب : ديوان الشيخ محسن أبو الحبّ ( الكبير ) المؤلف : أبو الحبّ، الشيخ محسن    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست