١٢ ـ وحاز علا لو حازت الشمس بعضه
لما حجبتها يوم دجن سحائبه
١٣ ـ أبو الفضل لا تحصى مواقف فضله
فمن ذا يجاريه ومن ذا يقاربه
١٤ ـ رأى الموت دون إبن النبي حياته
لذلك ساغت في لهاه مشاربه
١٥ ـ فقام يلاقي غمرة الحتف خائضا
عجاجتها والحرب تذكو مواهبه
١٦ ـ وطاف على الجيش اللهام كأنه
سحاب هوام بالحتوف سواكبه
١٧ ـ فينهل منه كل أشوس مقدم
ولما يصب منجا من الموت هاربه
١٨ ـ تطوف به بيض الصفاح كأنما
توسطها بدر وهن كواكبه
١٩ ـ كأن أسود الحرب حمر يشلها
أخو لبد والبارقات مخالبه
٢٠ ـ إذا ما دعاها للنزال تكعكعت
حذارا وولى مستقيلا محاربه
٢١ ـ دعوني دعوني إن كل مقدر
على يده تجري إمتثالا عواقبه
٢٢ ـ يحاذره المقدار خوف قضائه
عليه فتمسي كالحات مراقبه
٢٣ ـ يقوم ببحر غب عايمه الردى
فيرسب طافيه وتطفو رواسبه
٢٤ ـ ينوء بهم لو يكابد بعض ما
يكابد منه الدهر لأنهار جانبه
٢٥ ـ يرى صبية أودى بها لاهب الظما
فياليته أودى بقلبي لاهبه
٢٦ ـ هنالك ألوى للفرات ودونه
لهام كأمثال الجبال كتائبه
٢٧ ـ فولت فرارا خوف سطوة بأسه
على أنها لا تستطيع تحاربه
٢٨ ـ ولما إحتوى ماء الفرات تذكر
إبن فاطمة والحر هذي مناقبه
٢٩ ـ فتى واردا عن منهل الماء صادرا
ولما تقصر عن منال مطالبه
٣٠ ـ ولكن قضاء ألله حال وأمره
ولولاهما لأستأصل الدهر قاضبه
٣١ ـ ولما جرى حكم ألإله بما جرى
به ودنا ما خط باللوح كاتبه
٣٢ ـ هوى فكأن ألأرض ساخت بأهلها
ولا عجب والعرش مادت جوانبه
٣٣ ـ فقل بعدها لإبن النبي معزيا
بأكرم من سارت بعز ركائبه
٣٤ ـ حسين أخو علياك أصبح ثاويا
مخضبة فوق التراب ترائبه
٣٥ ـ كأني به يدعوه يا طود عزتي
إذا نابني من سوء دهري نائبه
٣٦ ـ أخي ما لبشر بعد فقدك جالب
وإني وحزني يوم فقدك جالبه
٣٧ ـ وما أنا من بعد إفتقادك صابر
ولكنما لي بعض أمر أراقبه
٣٨ ـ أخي بئس ما أسدى لنا الدهر معضلاً
يجاذبنا أعمارنا ونجاذبه