بل نجد أن الفتح بن خاقان كان يعتقد أن
الإمام الهادي عليهالسلام
ولي الله تعالى ، ويطلب أن يدعو للمتوكل أو يعالجه ، فقد روى في الكافي « ١ / ٤٩٩ » :
« عن إبراهيم بن محمد الطاهري قال : مرض المتوكل من خَرَّاجٍ خرج به وأشرف
منه على الهلاك ، فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة ، فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل
إلى أبي الحسن علي بن محمد مالاً جليلاً من مالها . وقال له الفتح بن
خاقان : لو بعثت إلى هذا الرجل فسألته فإنه لا يخلو أن يكون عنده صفة يفرج
بها عنك ، فبعث إليه ووصف له علته ، فرد إليه الرسول بأن يؤخذ كُسْبُ الشاة
«
عصارة الدهن » فيداف بماء ورد ، فيوضع عليه .. » . وتقدم
ذلك في فصل سياسة المتوكل مع الإمام عليهالسلام .
وتذكر بعض رواياتنا أنه كان محباً
للإمام الهادي عليهالسلام
ويعمل لدفع الضرر عنه ، فقد
روى الشيخ الطوسي في الامالي /
٢٧٥ ، عن أبي موسى المنصوري وهو أمير عباسي من أولاد المنصور ، وكان منقطعاً الى الإمام الهادي عليهالسلام ، فبعث المتوكل اليه الفتح بن خاقان ، ولما جاء أكرمه ودفع له مخصصاته المتأخرة .
ولما خرج قال له الفتح : لست أشكُّ أنك
سألته دعاءً لك ، فالتمس لي منه دعاء ! فلما دخلت إليه عليهالسلام
قال لي : يا أبا موسى هذا وجهُ الرضا . فقلت : ببركتك يا سيدي .. قلت : إن
الفتح قال لي كيت وكيت . قال : إنه يوالينا بظاهره ويجانبنا بباطنه ،
الدعاء لمن يدعو به . إذا أخلصتَ في طاعة الله واعترفتَ برسول الله صلىاللهعليهوآله وبحقنا أهل البيت ، وسألت الله تبارك وتعالى شيئاً ، لم يحرمك » .