وفي
مناقب آل أبي طالب «
٣ / ٥٠٧ »
: « قال المتوكل لابن السكيت : إسأل ابن
الرضا مسأله عوصاء بحضرتي ، فسأله فقال : لم بعث الله موسى بالعصا ، وبعث
عيسى بإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى ، وبعث محمداً بالقرآن والسيف ؟
فقال أبوالحسن عليهالسلام : بعث الله
موسى
بالعصا واليد البيضاء في زمان الغالب على أهله السحر ، فأتاهم من ذلك ما
قهر سحرهم وبهرهم ، وأثبت الحجة عليهم . وبعث عيسى بإبراء الأكمه والأبرص
وإحياء الموتى بإذن الله ، في زمان الغالب على أهله الطب ، فأتاهم من إبراء
الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله فقهرهم وبهرهم . وبعث محمداً
بالقرآن والسيف في زمان الغالب على أهله السيف والشعر ، فأتاهم من القرآن
الزاهر والسيف القاهر ، ما بهر به شعرهم وقهر سيفهم ، وأثبت الحجة عليهم .
فقال ابن السكيت : فما الحجة الآن ؟ قال
: العقل يعرف به الكاذب على الله فيكذب . فقال يحيى بن أكثم : ما لابن
السكيت ومناظرته ، وإنما هو صاحب نحو وشعر ولغة ، ورفع قرطاساً فيه مسائل
فأملى علي بن محمد على ابن السكيت جوابها ، وأمره أن يكتب : سألت عن قول
الله تعالى : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ ، فهو آصف بن برخيا
ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرفه آصف ، ولكنه أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده ، وذلك من علم سليمان عليهالسلام
أودعه آصف بأمر الله ، ففهمه ذلك لئلا يختلف في إمامته وولايته من بعده ، ولتأكيد الحجة على الخلق .