فقال له أمير المؤمنين : فأنا وصي سيد
الأنبياء صلىاللهعليهوآله
وسيدُ الأوصياء . فقال له الراهب : فأنت إذن أصلع قريش ووصي محمد ؟ قال له
أمير المؤمنين : أنا ذلك . فنزل الراهب إليه فقال : خذ عليَّ شرائع الإسلام
، إني وجدت في الإنجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسى صلىاللهعليهوآله
! فقال أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله
: قف ولا تخبرنا بشئ ثم أتى موضعاً فقال : إلكزوا هذه ، فلكزه برجله صلىاللهعليهوآله فانبجست عين خرارة ، فقال : هذه عين مريم التي انبعثت لها !
ثم قال : إكشفوا هاهنا على سبعة عشر
ذراعاً ، فكشف فإذا بصخرة بيضاء فقال علي صلىاللهعليهوآله
: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت هاهنا ! فنصب أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله
الصخرة وصلى إليها ، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة ، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دَعْوِة « مسافة قريبة »
ثم قال : أرض براثا ، هذا بيت مريم عليهاالسلام
هذا الموضع المقدس صلى فيه الأنبياء عليهمالسلام
» !
وفي
مناقب آل أبي طالب : ٢
/ ١٠٠
: « قال أمير المؤمنين : فاجلس يا حُبَاب
، قال : وهذه دلالةٌ أخرى ، ثم قال : فانزل يا حباب من هذه الصومعة وابن
هذا الدير مسجداً ، فبنى حباب الدير مسجداً ، ولحق أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله إلى الكوفة ، فلم يزل بها مقيماً حتى قتل أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله
، فعاد حباب إلى مسجده ببراثا » .
ومن ذلك اليوم والى عصرنا الحاضر ، صار
مسجد براثا مركزاً علمياً وعبادياً واجتماعياً للشيعة ، ومَعْلَماً من معالم بغداد .