[١] لقد أنبأنا رسول
الله صلىاللهعليهوآله
في حديث متواتر مشهور أن أُمته ستفترق من بعده الى عدة فرق على شاكلة الامم
والديانات السابقة ، وهذا إنما يحصل بسبب إتّباع الهوى ورفض العقل وعدم إتباع
الانبياء والاقتداء برسالتهم ، وعدم التقيّد بما أوصوا به أممهم من بعدهم ، ويشير
تاريخ الاسلام الى أن الامة الاسلامية إفترقت بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله الى جبهتين : جبهة
تقيّدت بما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وسارت على نهجه وموالاة من أوصى بهم من بعده ، وجبهة إبتعدت عن النص وأستعملت
الرأي والهوى ، وقد ضمننت الجبهة عدة فرق ضالة عملت على تقويض الاسلام من داخله ، وأشاعت
فيه أفكارا مبتدعة ضالة بحيث ضللت جمهوراً كبيراً من المسلمين ، ومن هنا ظهرت
أفكار الثنويه ، والصوفية ، والمرجئة ، والمفوّضةً ، والقدرية ، وما يتصل بها من
تشعّبات خطيرة وأطروحات فاسدة ، كان للأئمة دور كبير في التصدي لها على طول فترات
إمامتهم ، وقاموا بدحض هذه الآراء وبيان فسادها وتحذير الامة من آثارها الخطيرة ، ولا
سيما البسطاء من الناس ، ومن جانبٍ آخر عمل الائمة عليهمالسلام
على إبعاد شيعتهم من التلبس بها أو تسرّبب أيّ منها الى صفوفهم.
اسم الکتاب : ملحمة قوافل النّور المؤلف : حسين بركة الشامي الجزء : 1 صفحة : 678