اسم الکتاب : ملحمة قوافل النّور المؤلف : حسين بركة الشامي الجزء : 1 صفحة : 580
قال ابو الصلت رايت طفلا
غسله كفنه وصلى
فقلت من؟ قال : أنا الجواد
قد جئت حين قد هوى العماد
وباتت الشيعة في عناء
مذ غاب عنها قمر السماء
ولم تزل تربته منيفه
بقبة سامية شريفه
تقصدها الزوار للدعاء
وكشف ما بها من الضراء
قال ابن بطوطة حين مرا
رايت فيها كم مريض يبرا
ولم تزل للعلم ولأداب
منابعا تجود للطلاب
اضافة الى ذلك ان بعض
وزراء المأمون وقوّاده كانوا يبغضون الإمام عليهالسلام
ويحسدونه ، فكثرت وشاياتهم على الامام ، فأقدم المأمون على سمه.
وبدأت علامات الموت تظهر على الإمام عليهالسلام بعد ان اكل الرمان او العنب الذي اطعمه
المأمون ، وبعد خروج المأمون ازدادت حالته الصحية تدهوراً وكان آخر ما تكلم به : (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذي كتب
عليهم القتل الى مضاجعهم)
آل عمران / ١٥٤.(وكان أمر الله قدراً
مقدورا) الاحزاب / ٣٨.
ودخل عليه المأمون باكياً ، ثم مشى خلف
جنازته حافياً ، حاسراً يقول : يا اخي لقد ثلم الاسلام بموتك وغلب القدر تقديري
فيك. ثم شق لحد هارون ودفنه بجنبه.
وقد رثاه دعبل الخزاعي قائلاً :
ارى
امية معذورين ان قتلوا
ولا
لبني العباس من عذرِ
اربع
بطوس على قبر الزكي به
ان
كنت تربع من دين على خطرِ
قبران
في طوس خير الناس كلّهم
وقبر
شهرهم هذا من العبرِ
ما
ينفع الرجس من قرب الزكي وما
على
الزكي بقرب الرجسِ من ضررِ
وكانت شهادة الامام الرضا عليهالسلام في آخر صفر سنة ٢٠٣ هـ كما ذكر على ذلك
اغلب الرواة والمؤرخين. اعلام الهداية ١٠ / ١٧١.
اسم الکتاب : ملحمة قوافل النّور المؤلف : حسين بركة الشامي الجزء : 1 صفحة : 580