اسم الکتاب : ملحمة قوافل النّور المؤلف : حسين بركة الشامي الجزء : 1 صفحة : 395
واستجلب زيادة النعم
بعظيم الشكر ، والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم. واطلب بقاء العزّ بأماته
الطمع ، وادفع ذل الطمع بعزّ اليأس ، واستجلب عزّ اليأس ببعد الهمة ، وتزود من
الدنيا بقصر الأمل ، وبادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة ، ولا امكان كالأيام
الخالية مع صحّة الأبدان.
وإيّاك والثقة بغير المأمون فإن للشر
ضراوة كضراوة الغذاء ، وأعلم إنّه لا علم كطلب السلامة ، ولا سلامة كسلامة القلب ،
ولا عقل كمخالفة الهوى ، ولا خوف كخوف حاجز ، ولا رجاء كرجاء معين ، ولا فقر كفقر
القلب ، ولا غنى كغنى النفس ، ولا قوة كغلبة الهوى ، ولا نور كنور اليقين ، ولا
يقين كاستصغارك للدنيا ، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك. ولا نعمة كالعافية ، ولا عافية
كمساعدة التوفيق ، ولا شرف كبعد الهمة ، ولا زهد كقصر الأمل ، ولا حرص كالمنافسة
في الدرجات ، ولا عدل كالإنصاف ، ولا تعدّي كالجور ، ولا جور كموافقة الهوى ، ولا
طاعة كأداء الفرائض ، ولا خوف كالحزن ، ولا مصيبة كعدم العقل ، ولا عدم عقل كقلّة
اليقين ، ولا قلّة يقين كفقد الخوف ، ولا فقد خوف كقلّة الحزن على فقد الخوف ، ولا
مصيبة كاستهانتك بالذنب ، ورضاك بالحالة التي أنت عليها ، ولا فضيلة كالجهاد ، ولا
جهاد كمجاهدة الهوى ، ولا قوّة كردّ الغضب ، ولا معصية كحبّ البقاء ، ولا ذلّ كذلّ
الطمع ، وإيّاك والتفريط عند إمكان الفرصة فإنّه ميدان يجري لأهله بالخسران.
اسم الکتاب : ملحمة قوافل النّور المؤلف : حسين بركة الشامي الجزء : 1 صفحة : 395