[١] الكرم والسخاء من
مكارم الأخلاق التي عرف بها أهل البيت عليهمالسلام
وكان الإمام الباقر عليهالسلام
يحنو على الفقراء والمساكين ويرفع من شأنهم ، ويقول المؤرخون كما في عيون الأخبار
للصدوق ، والبيان والتبيين للجاحظ انّه عهد لأهله إذا قصدهم سائل أن لا يقولوا له
: يا سائل خذ هذا ، وإنّما يقولون له : يا عبد الله! بورك فيك ، وقال : سمّوهم
بأحسن أسمائهم ، وكن أحب شيء إلى الإمام عليهالسلام
في هذهِ الدنيا صلته لإخوانه ، فكان لا يمل من صلتهم وصلة قاصديه وراجيه ومؤمليه.
وكان كثير البرّ والمعروف على فقراء
المدينة وكان يتصدّق عليهم في كل يوم جمعة بدينار ويقول : الصدقة يوم الجمعة تضاعف
على غيره من الأيام.
وذكر المؤرخون : إنّه كان أقلَّ أهل
بيته مالاً وأعظمهم مؤونة ومع ذلك كان يجود بما عنده لانعاش الفقراء والمحرومين.
فقد روت مولاته سلمى فقالت : كان يدخل
عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيّب ، ويلبسهم الثياب الحسنة
، ويهب لهم الدراهم ، وقد عذلته سلمى عن ذلك ، فقال لها : يا سلمى! ما يؤمل في
الدنيا بعد المعارف والإخوان ، وكان يقول : ما حسّنت الدنيا إلّا صلة الإخوان
والمعارف.
اسم الکتاب : ملحمة قوافل النّور المؤلف : حسين بركة الشامي الجزء : 1 صفحة : 383