كان قمّةً في حُسن الأخلاق ، وطيب
المعاشرة ، والجود والكرم ، والسجايا العظيمة.
من ذلك علوّ همّته ، وعالي كرامته ،
وشرافة طبعه في إحسانه وإشفاقه حتّى على أعدائه ، ومن استعدّ لقتاله.
كما تلاحظ أخلاقه الكريمة مع الحرّ بن
يزيد الرياحي وأصحابه في طريق العراق.
حيث جاؤوا في حرّ الظهيرة ، ووصلوا إلى
منطقة ذي حسم عطاشى ، وهم زهاء ألف فارس.
وقد كان الإمام الحسين عليه السلام قد
أمر فتيانه بالاستقاء من الماء ، والإكثار منه من سَحَر ذلك اليوم في منزل شراف.
فقال الإمام الحسين عليه السلام : اسقوا
القوم ، وارووهم من الماء ، ورشفوا الخيل ترشيفاً [١].
بالرغم من علمه صلوات الله عليه بأنّهم
قتلته ، وأنّهم لا يسقونه قطرةً من الماء.
لكن مع ذلك حنَّ إليهم في ذلك الصحراء
الذي كان وادياً غير ذي زرع ، فأنقذهم من الظمأ ، وأرواهم من العطش ، حتّى أروى
خيلهم.
[١] الترشيف : هو
الاستقصاء في الشرب حتّى لا يبقي شيء من الماء ، وترشيف الخيل سقيها وإمهالها حتّى
ترتوي كاملاً ، لأنّها تشرب الماء بدفعات لا دفعة واحدة.