(٨)
وخَفْضِ الجَناح
الجناح : من الطائر هو ما يطير به ، ومن الإنسان ما بين أسفل العضد إلى الإبط .. هذا في اللّغة.
وفي الاستعمال يكنّى بالجناح عن قوّة الشخص وكَنفِه الذي يكتنفه مثل مالِه ، وعلمِه ، وقدرته ، ونحو ذلك.
وهذا ما يُسأل في هذا الدّعاء خفضه ، ومعناه التواضع فيه ، فيكون خفض الجناح كناية واستعارة للتواضع.
وتاريخ أهل البيت عليهم السلام مليءٌ بخفض الجناح والتواضع في أقوالهم ، وأفعالهم ، وسيرتهم ، ومعاشرتهم ..
حتّى أنّهم تواضعوا في مقامهم العلمي الإلهي الذي ليس لأحدٍ غيرهم.
فتلاحظ أنّ الإمام الباقر عليه السلام الذي هو باقر العلوم أجاب ذلك العالم النصراني الديراني في الشام حين سأله : هل أنت من علماء المسلمين؟
أجاب الإمام عليه السلام : لستُ من جهّالهم ، ولم يقُل أنا من علمائهم ، بالرغم من أنّه أعلم العلماء ، بل لا يُقاس بعلمه علم أحد .. وهذا تواضع وخفض جناح.