responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين المؤلف : العزاوي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 119

بالمقاتلة والحرب مع السلطان محمد خوارزمشاه خصوصا أنهم قليلون وهم كثيرون ولكن لو عقبهم خوارزمشاه حاربوه اضطرارا. أما جوجي خان فلم يوافق على هذه الفكرة وقال لا يبقى لي وجه لملاقاة أبي وإخواني [١] وتصافوا للحرب فاقتتلوا اقتتالا لم يسمع بمثله فبقوا في الحرب ثلاثة أيام بلياليها ، فقتل من الطائفتين ما لا يعد ، ولم ينهزم أحد منهم ... وهاجم جوجي خان (دوشي خان) بنفسه لبضع مرات حتى وصل إلى صاحب اللواء وموكب السلطان.

أما المسلمون فإنهم صبروا حمية للدين وعلموا أنهم إن انهزموا لم يبق للمسلمين باقية وأنهم يؤخذون لبعدهم عن بلادهم ، وأما التتر فصبروا لاستنقاذ أهليهم وأموالهم واشتد بهم الأمر حتى إن أحدهم كان ينزل عن فرسه ويقاتل قرنه راجلا ويتضاربون بالسكاكين وجرى الدم على الأرض حتى صارت الخيل تزلق من كثرته واستنفذ الطائفتان وسعهم في الصبر والقتال ...

هذا القتال جميعه مع ابن جنگيزخان. ولم يحضر أبوه الوقعة ولم يشعر بها فأحصي من قتل من المسلمين في هذه الوقعة فكانوا عشرين ألفا ، وأما من المغول فلا يحصى ، من قتل منهم ، فلما كان الليلة الرابعة افترقوا فنزل بعضهم مقابل بعض ، فلما أظلم الليل أوقد التتر النيران وتركوها بحالها وساروا ، وكذلك فعل المسلمون ، كل منهم سئم القتال ، فأما التتر فعادوا إلى ملكهم جنگيزخان ففرح جنگيز بما فعله ولده وأنعم عليه بإنعامات كبيرة ... [٢].

وأما المسلمون فرجعوا إلى بخارى. فاستعد خوارزمشاه للحصار لعلمه بعجزه ، لأن طائفة من عسكره لم يقدر أن يظفر بهم فكيف إذا


[١] شجرة الترك.

[٢] شجرة الترك.

اسم الکتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين المؤلف : العزاوي، عباس    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست