responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ اليعقوبي المؤلف : احمد بن ابی یعقوب    الجزء : 2  صفحة : 408

ما مثل يوميه اللذين تواليا في غزوتين تواليا يومان
و كان يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن قد هرب إلى خراسان و دخل أرض الديلم فكتب هارون إلى صاحب الديلم يطلبه منه و يتهدده فطلبه فلما رأى يحيى ذلك طلب الأمان من الفضل فأمنه و حمله إلى الرشيد فحبسه فلم يزل محبوسا حتى مات. و قيل إن الموكل به منعه من الطعام أياما فمات جوعا. و خبرني رجل من موالي بني هاشم قال: كنت محبوسا في الدار التي فيها يحيى بن عبد الله فكنت إلى جانب البيت الذي هو فيه فربما كلمني من خلف حائط قصير فقال لي يوما: إني قد منعت الطعام و الشراب منذ تسعة أيام فلما كان اليوم العاشر دخل الخادم الموكل به ففتش البيت ثم نزع عنه ثيابه ثم حل سراويله فإذا بأنبوبة قصب شدها في باطن فخذه فيها سمن بقر كان يلحس منه الشيء بعد الشيء يقيم برمقه فلما أخذها لم يزل يفحص برجله حتى مات. فحدثني أبو جميل قال: خرجت إلى البصرة في أيام المأمون فركب معنا في السفينة خادم فكان يخبرنا أنه من خدم الرشيد ثم حدثنا بحديث يحيى بن عبد الله و أنه الذي تولى قتله بمثل ما تقدم ذكره فلما كان في الليل قام إليه رجل كان في السفينة فدفعه في الماء و السفينة تسير فغرقه. و بايع هارون لابنه محمد بالعهد من بعده سنة 175 و محمد ابن خمس سنين و أعطى الناس على ذلك عطايا جمة و أخرج محمدا إلى القواد فوقف على وسادة فحمد الله و صلى على نبيه و قام عبد الصمد بن علي فقال: أيها الناس لا يغرنكم صغر السن فإنها الشجرة المباركة أصلها ثابت و فرعها في السماء و جعل الرجل من بني هاشم يقول في ذلك حتى انقضى المجلس و نثرت عليهم الدراهم و الدنانير و فار المسك و بيض العنبر.

اسم الکتاب : تاريخ اليعقوبي المؤلف : احمد بن ابی یعقوب    الجزء : 2  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست