responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ اليعقوبي المؤلف : احمد بن ابی یعقوب    الجزء : 2  صفحة : 144

أن الرسل لا تقتل لقتلتهم. فقال عاصم بن عمرو التميمي: أنا سيد القوم، فحملوه التراب، فمضى مسرعا، و قال: قد ظفرنا و الله بهم، و وطئنا أرضهم. و بلغ رستم الخبر، فغلظ ذلك عليه، و قال: ما لابن الحجامة و لتدبير الملك. و يقال: إن أم يزدجرد كانت حجامة، ثم وجه رسلا في آثارهم، ففاتوا الرسل. فاشتد رعب كسرى و الفرس منهم، و أمر رستم أن يتوجه إليهم، فكره ذلك، فحمل عليه بالقول حتى خرج و هو مكره، فلما صار إلى النجف وجه إلى سعد أن ابعث إلي بقوم من عندكم لأناظرهم، فأرسل سعد المغيرة بن شعبة، و بشر بن أبي رهم، و عرفجة بن هرثمة، و حذيفة ابن محصن، و ربعي بن عامر ، و قرفة بن زاهر، و مذعور بن عدي، و مضارب بن يزيد، و شعبة بن مرة، و كانوا من دهاة العرب، فدخلوا عليه رجلا رجلا، يقول كل واحد منهم مثل مقالة صاحبه، و يدعونه إلى الإسلام، أو أداء الجزية، فتبينوا فيه أنه يهوى الدخول في الإسلام، و يخاف من أصحابه، و كلما عرض على واحد منهم لم ير عنده مسارعة، ثم خرج رستم في التعبية للجيش، و جلس على سرير من ذهب، و أقام مصافه، و عدل أصحابه، و أيقن بالهلكة. و كان منجما، و كتب إلى أخيه: بسم الله و لي الرحمة، من الإصبهبد رستم إلى أخيه، أما بعد، فإني رأيت المشتري في هبوط، و الزهرة في علو، و هو آخر العهد منك. و السلام عليك الدهر الدائم. و خطب سعد بن أبي وقاص المسلمين، فرغبهم في الجهاد، و أعلمهم ما وعد الله نبيه من النصر و إظهار الدين، و رغب كل رجل من المسلمين صاحبه، و أنشبت الحرب بينهم بعد صلاة الظهر، و اقتتلوا قتالا شديدا و حسن بلاء المسلمين و غناؤهم، و كان سعد يومئذ عليلا فصار إلى قصر العذيب فنزله، و تحصن فيه، فبلغ رستم فوجه خيلا، فأحدقت بالقصر، فلما بلغ المسلمين ذلك صاروا إلى القصر، فانهزم أصحاب رستم، ثم أصبحوا من غد، فوافاهم ستة آلاف من جيش أبي عبيدة بن الجراح، و هم الذين كانوا مع خالد بن الوليد:

اسم الکتاب : تاريخ اليعقوبي المؤلف : احمد بن ابی یعقوب    الجزء : 2  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست