اختلفت الاخبار و تعارضت الآثار بل كلام العلماء الاخيار أيضا في مدحه و قدحه، و الروايات في فضله كثيرة، و قد ألف جماعة من متأخري علماء الشيعة و متقدميهم كتبا عديدة مقصورة على ذكر أخبار فضائله كما يظهر من مطاوي كتب الرجال و من غيرها أيضا.
و من المتأخرين ميرزا محمد الاسترابادي، فله رسالة في أحوال زيد بن علي هذا و أورد فيها كلام المفيد في الارشاد بتمامه كما سننقله، و نقل فيها أيضا ما رواه الطبرسي في اعلام الورى و ما رواه ابن طاوس في ربيع الشيعة و نحوهما.
و بالجملة فقد أورد فيها روايات كثيرة في مدحه.
و سيجىء شطر من أحواله في طي ذكر أحوال ولده المقتول يحيى بن زيد، و نحن نذكر الان أولا شطرا صالحا من تفصيل أحواله ثم نتبعه بالاخبار و الاقوال المروية في حسن حاله أو ذم مآله.
قال بعض أفاضل السادات المعاصرين [1]ضوعف قدره في أوائل شرح الصحيفة: هو ابو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابى طالب عليه السلام، أمه ام ولد، كان جم الفضائل عظيم المناقب، و كان يقال له حليف القرآن، روى ابو نصر البخاري عن ابى الجارود قال: قدمت المدينة فجعلت كل ما سألت عن زيد بن علي قيل لي ذلك حليف القرآن ذاك اسطوانة المسجد من كثرة صلاته-انتهى.
و قال أهل التواريخ: كان السبب في خروجه و خلعه طاعة بني مروان أنه وفد على هشام بن عبد الملك شاكيا من خالد بن عبد الملك بن الحرث بن الحكم أمير المدينة، فجعل هشام لا يأذن له و زيد يرفع اليه القصص، و كلما رفع اليه قصة كتب هشام في أسفلها «ارجع الى أرضك» فيقول زيد: و اللّه لا أرجع الى