و انما قال ابن خالويه هذا لان المختار عند أهل الادب أن يقال للقائم أقعد و للنائم أو الساجد أجلس، و علله بعضهم بأن القعود هو الانتقال من العلو الى السفل و لهذا قيل لمن أصيب برجله مقعد، و الجلوس هو الانتقال من السفل الى العلو، و لهذا قيل لنجد جلساء لارتفاعها و قيل لمن أتاها جالس و قد جلس، و منه قول مروان بن الحكم لما كان واليا بالمدينة يخاطب الفرزدق:
قل للفرزدق و السفاهة كاسمها ان كنت تارك ما أمرتك فاجلس أي اقصد الجلساء و هي نجد.
قيل و لابن خالويه المذكور كتاب في الادب سماه بكتاب «ليس» ، و هو يدل على اطلاع عظيم، فان مبنى الكتاب من أوله الى آخره على أنه ليس في كلام العرب كذا و ليس كذا، و له كتاب لطيف سماه «الال» و ذكر في أوله أن الال ينقسم الى خمسة و عشرين قسما و ما أقصر فيه، و ذكر فيه الائمة الاثني عشر و تواريخ مواليدهم و وفياتهم و أمهاتهم، و الذي دعاه الى ذكرهم أنه قال في جملة أقسام الال «و آل محمد عليهم السلام بنو هاشم» ، و له شعر فمنه:
اذا لم يكن صدر المجالس سيد فلا خير فيمن صدرته المجالس و كم قائل مالي رأيتك راجلا فقلت له من أجل انك فارس و خالويه بفتح الخاء الموحدة و بعد الالف لام مفتوحة و واو مفتوحة أيضا و بعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة ثم هاء ساكنة.
و كانت وفاة ابن خالويه في سنة سبعين و ثلاثمائة-انتهى [1].
أقول: و من مؤلفات ابن خالويه هذا كتاب الطارقية في اعراب سورة و الطارق الى آخر القرآن، و قد رأيت نسخة عتيقة منه في بلدة أردبيل و كان تاريخ كتابتها سنة احدى و ستين و خمسمائة و هو كتاب حسن الفوائد، و قال هو في