و قال ابن الشحنة في تاريخه: و في سنة أربع و تسعين و ثلاثمائة قلد بهاء الدولة الشريف أبا احمد الموسوي والد الرضي نقابة العلويين بالعراق و ديوان المظالم و قضاء القضاة، فامتنع من تقلد القضاء و أمضى ما سواه-انتهى.
و يظهر من مجالس المؤمنين للقاضي نور اللّه أن السيد الطاهر الاوحد الحسين هذا قد استعفى عن النقابة في آخر عمره و تقلدها ابنه السيد الرضي، و أنه توفي سنة أربعمائة و له من العمر سبع و تسعون سنة، و صلّى عليه ابنه السيد المرتضى و دفن بمشهد الحسين عليه السلام، و قد رثاه ابنه السيد المرتضى و غيره من أكابر الشعراء بقصائد حسنة.
و قال صاحب تاريخ مصر و القاهرة: ان الشريف أبا احمد كان سيدا عظيما مطاعا، و كان هيبته أشد هيبة و منزلته عند بهاء الدولة أرفع المنازل، و لقبه بالطاهر الاوحدي و ذي المناقب، و كان فيه كل خصال الحسنة الا أنه كان رافضيا هو و أولاده على مذهب القوم-انتهى ما في المجالس.
و أقول: لا يخفى ما في المخالفة بين كلامي صاحب المجالس و كلام غيره من كونه متقلدا بالنقابة حال الوفاة و من استعفائه عنها و تقلد ولده لها. فتأمل.
و سيجىء بعض ما يتعلق بأحواله في ترجمة ولديه المرتضى و الرضي أيضا انشاء اللّه تعالى.
و قال بعض شراح أبيات المطول من أهل عصرنا عند ذكر قول المعري في بحث الحقيقة و المجاز «و الطير أغربة عليه بأسرها» ما هذا لفظه: هو من قصيدة من الكامل لابي العلاء المعري في ديوانه المسمى بسقط الزند يرثي بها الشريف الطاهر الموسوي والد السيد الاجل المرتضى علم الهدى، و هو الحسين بن موسى بن محمد بن ابراهيم بن الامام الهمام موسى بن جعفر عليه السلام، و كان توفي سنة أربعمائة و قد عمر سبعا و تسعين سنة و دفن في كربلاء، و قد توفي فى