responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 5  صفحة : 399

و جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشدّ ما هم فيه من الإثم لم يقدروا،فلا يستفزّنّك الشيطان فانّ العزّة للّه و لرسوله و للمؤمنين و لكنّ المنافقين لا يعلمون، ألا تعلم أنّ من انتظر أمرنا و صبر على ما يرى من الأذى و الخوف هو غدا في زمرتنا؟فاذا رأيت الحقّ قد مات و ذهب أهله،و رأيت الجور قد شمل البلاد، و رأيت القرآن قد خلق و أحدث فيه ما ليس فيه و وجّه على الأهواء،و رأيت الدين قد انكفأ كما ينكفىء الماء [1]و رأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ، و رأيت الشرّ ظاهرا لا ينهى عنه و يعذر أصحابه،و رأيت الفسق قد ظهر و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء،و رأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله،و رأيت الفاسق يكذب و لا يردّ عليه كذبه و فريته،و رأيت الصغير يستحقر [2]بالكبير، و رأيت الأرحام قد تقطّعت،و رأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه و لا يردّ عليه قوله،و رأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة،و رأيت النساء يتزوّجن بالنساء، و رأيت الثناء قد كثر،و رأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة اللّه فلا ينهى و لا يؤخذ على يديه؛ثمّ عدّ جملة من المنكرات الى أن قال:و رأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك و يقيم عليه،و رأيت المرأة تقهر زوجها و تعمل ما لا يشتهي و تنفق على زوجها،و رأيت الرجل يكري امرأته و جاريته و يرضى بالدنيّ من الطعام و الشراب،و رأيت الأيمان باللّه(عزّ و جلّ)كثيرة على الزور،و رأيت القمار قد ظهر،و رأيت الشراب يباع ظاهرا ليس عليه مانع،و رأيت النساء يبذلن أنفسهنّ لأهل الكفر،و رأيت الملاهي قد ظهرت يمرّ بها لا يمنعها أحد أحدا و لا يجتري أحد على منعها،و رأيت الشريف يستذلّه الذي يخاف سلطانه،و رأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت،و رأيت من يحبّنا يزوّر و لا يقبل شهادته،و رأيت الزّور من القول يتنافس فيه،و رأيت القرآن قد ثقل على


[1] الإناء(خ ل).

[2] يحقر(خ ل).

اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس    الجزء : 5  صفحة : 399
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست