اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 5 صفحة : 310
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كان من خيار أصحاب عليّ عليه السّلام [1]. أقول: حكي انّ أبا الطفيل أدرك ثمان سنين من حياة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فانّه ولد عام أحد و رمي بالكيسانيّة،و يظهر من رواية عن أبي جعفر عليه السّلام حسن حاله و رجوعه على فرض صحة كيسانيّته،
7080 و روى الترمذي في الشمائل المحمدية صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن أبي الطفيل قال: رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما بقي على وجه الأرض أحد رآه غيري،قال سعيد:قلت:صفه لي، قال:كان أبيض مليحا مقصدا، قال البيجوري في شرحه:عامر بن واثلة و يقال عمرو الليثي الكنانيّ كان من شيعة عليّ عليه السّلام و محبّيه،ولد عام الهجرة أو عام أحد و مات سنة عشر و مائة على الصحيح و به ختم الصحب،انتهى. قال أبو الفرج في (الأغاني)ما ملخّصه: أبو الطفيل كان مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و روى عنه أيضا و كان من وجوه شيعته و له منه محلّ خاصّ يستغنى بشهرته عن ذكره،ثمّ خرج طالبا بدم الحسين بن علي عليه السّلام مع المختار بن أبي عبيدة و كان معه حتّى قتل و أفلت هو و عمّر بعد ذلك،و قال:لمّا رجع محمّد بن الحنفيّة من الشام حبسه ابن الزبير في سجن عارم فخرج إليه جيش من الكوفة عليهم أبو الطفيل عامر بن واثلة حتّى أتوا سجن عارم فكسروه و أخرجوه فكتب ابن الزبير الى أخيه مصعب أن يسيّر نساء كلّ من خرج لذلك،فأخرج مصعب نساءهم و أخرج فيه أمّ الطفيل امرأة أبي الطفيل و إبنا صغيرا يقال له يحيى فقال أبو الطفيل في ذلك أبياتا:
إن يك سيّرها مصعب...الخ.
و روي انّ أبا الطفيل دعي الى وليمة فغنّت قينة عندهم:
خلّى عليّ الطفيل الهمّ و الشّعبا و هدّ ذلك ركني هدّة عجبا
و ابني سميّة لا أنساهما أبدا فيمن نسيت و كلّ كان لي وصبا فجعل ينشج و يقول:هاه هاه طفيل و يبكي حتّى سقط على وجهه ميّتا.