اسم الکتاب : سفینة البحار و مدینة الحکم و الآثار المؤلف : القمي، الشيخ عباس الجزء : 5 صفحة : 213
وجدها أخذها ترى مشايخنا العظام و الفقهاء الكرام كثيرا ما يراجعون إليه و ينقلون عنه و يشهدون بحقّيته و يأمرون بالأخذ به فصار ذلك سببا للطعن عليهم و نسبتهم الى الصوفيّة أو ميلهم الى المتصوّفة ظنّا منهم الملازمة بين المقصدين و انّ من يحضّ على تهذيب النفس و تطهير القلب و يستشهد في بعض المقامات أو تفسير بعض الآيات بكلمات بعضهم ممّا يؤيده أخبار كثيرة فهو منهم و معهم في جميع دعاويهم،و هذا من قصور الباع و جمود النظر و قلّة التدبّر في مزايا الكتاب و السنّة، و آل أمرهم الى أن نسبوا مثل الشيخ الجليل ترجمان المفسّرين أبي الفتوح الرازيّ و صاحب الكرامات عليّ بن طاووس و شيخ الفقهاء الشهيد الثاني(قدّس اللّه أرواحهم)الى الميل الى التصوّف كما رأيناه،و هذه رزيّة جليلة و مصيبة عظيمة لا بدّ من الاسترجاع عندها،نعم يمكن أن يقال لهم تأدّبا لا ايرادا انّ فيما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السّلام غنى و مندوحة عن الرجوع الى زبرهم و ملفّقاتهم و مواعظهم، فانّك إن غمرت في تيار بحار الأخبار لا تجد حقّا صدر منهم الاّ و فيها ما يشير إليه، بل رأينا كثيرا من الكلمات التي تنسب اليهم هي ممّا سرقوها من معادن الحكمة و نسبوها الى أنفسهم أو مشايخهم.