6782 الاحتجاج:عن أمير المؤمنين(صلوات اللّه عليه): و لو فكّروا في عظيم القدرة و جسيم النعمة لرجعوا الى الطريق و خافوا عذاب الحريق و لكن القلوب عليلة و الأبصار مدخولة،أفلا ينظرون الى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه و أتقن تركيبه و فلق له السمع و البصر و سوّى له العظم و البشر،و انظروا الى النملة و صغر جثّتها و لطاف هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر و لا بمستدرك الفكر كيف دبّت على أرضها و ضنّت على رزقها،تنقل الحبّة الى جحرها و تعدّها في مستقرّها،تجمع في حرّها لبردها و في ورودها لصدورها [3]،مكفول برزقها مرزوقة بوفقها،لا يغفلها المنّان و لا يحرمها الديّان و لو في الصفا اليابس و الحجر الجامس،و لو فكّرت في مجاري أكلها و في علوها و سفلها و ما في الجوف من شراسيف بطنها و ما في الرأس من عينها و اذنها لقضيت من خلقها عجبا و لقيت من وصفها تعبا،فتعالى الذي أقامها على قوائمها و بناها على دعائمها لم يشركه في فطرتها فاطر و لم يعنه على خلقها