و من خطبة له (ع) (92)
لمّا أراده الناس على البيعة بعد قتل عثمان
دَعُونِي وَالَتمِسُوا غَيْرِي؛ فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ؛ لَا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ، وَ لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ. وَ إِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ، وَ الَمحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ. وَ اعْلَمُوا أَنِيّ إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ، وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَ عَتْبِ الْعَاتِبِ، وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنا كَأَحَدِكُمْ وَ لَعَلّي، أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ، وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً، خَيْرٌ لَكُمْ مِنّي أَمِيراً!
و من خطبة له (ع) (93)
و فيها ينبّه أميرالمؤمنين على فضله و علمه و يبيّن فتنة بنى أميّة
أَمَّا بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ، وَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنّي فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَةِ، وَ لَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِىءَ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَيْهَبُهَا، وَ اشْتَدَّ كَلَبُهَا. فَاسْأَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَوَالَّذِي نفسي بِيَدِهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فِيما بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ السَّاعَةِ، وَ لَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِي مِئَةً وَ تُضِلُّ مِئَةً إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا، وَ سَائِقِهَا، وَ مُنَاخِ رِكابِهَا، وَ مَحَطّ رِحَالِهَا، وَ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلًا، وَ مَنْ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً، وَ لَوْ قَدْ فَقَدْ تُمُونِي وَنَزَلَتْ بِكُمْ كَرَائِهُ الْأُمُورِ، وَ حَوَازِبُ الْخُطُوبِ لَأَطْرَقَ كَثِيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ،