responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يسئلونك عن... المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 97

لم يطل الأمر حتى شفي ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وقرر أهل البيت عليهم السلام أداء نذرهم، وفي اليوم الأوّل من صيامهم هيّأ علي عليه السلامللإفطار مقداراً من الشعير حيث طحنه، وقسّمه إلى ثلاثة أقسام على ثلاثة أيّام الصيام، في اليوم الأوّل قام بعجن قسم منه للإفطار، وهيّأ منه خبز شعير لعدد الأفراد الصائمين، وعندما حلّ وقت الإفطار، سُمع صوت من وراء الدار فخرج أهل البيت عليهم السلام إلى الخارج، ورأوا شخصاً خاطبهم بهذا الخطاب:

السّلامُ عَلَيكُم ي- ا أَهلَ البَيت‌

وأضاف: أنا شخص محتاج ومسكين، فساعدوني، فأخذ علي عليه السلامحصته من الخبز وأعطاه لذلك المسكين الفقير، وكذلك فعلت فاطمة عليها السلام وبقية أفراد الأسرة حيث أعطوا حصصهم لذلك المسكين، فقضوا ليلتهم في الإفطار على الماء فحسب (1)، وفي اليوم التالي من صيامهم أعدّوا الثلث الآخر من طحين الشعير واستعدوا للإفطار، وإذ بهم يسمعون شخص آخر يقول: السلام عليكم يا أهل البيت، فخرجوا إليه وسألوه: من أنت؟ وماذا تريد؟ وما حاجتك؟ فقال: أنا يتيم من أيتام هذه المدينة جائع فأشبعوني، فقام علي عليه السلامبإعطاء حصّته لذلك اليتيم، وكذلك فعل باقي أهل البيت (عليهم السلام)، في مظهر رائع من كمال الإخلاص وذلك لوجه الله؛ وباتوا ليلتهم كالليلة الأولى أفطروا على الماء فحسب، وفي اليوم الثالث صاموا لأداء نذرهم، وتكرر نفس قصة اليومين الأولين، ولكن هذه المرة مع أسير (2) طالب للمساعدة، فقام علي وأهل بيته عليهم السلام بإعطاء إفطارهم لذلك‌

الشخص، وقضوا ليلتهم الثالثة أفطروا على الماء فحسب، وبهذا الشكل وفوا بنذرهم، وفي اليوم التالي مرّ رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم، فرأى الحسنين (عليهما السلام) في حال من الشدّة والضعف يرتجفان، فحزن لذلك، ومن جهة أخرى أضاف حزناً على حزنه حينما لمحت عيناه عيني فاطمة عليها السلام قد غارتا من الجوع، فسأل علياً عليه السلام: يا علي! لِمَ أولادك في حال الضعف والشدّة؟ ولِمَ تغيّر لون ابنتي فاطمة عليها السلام؟ فحدّث علي عليه السلامرسول الله صلى الله عليه وآله بما جرى، في هذه الأثناء نزل جبريل عليه السلامحاملًا معه آيات سورة الإنسان، حيث يقول تعالى: (إِنَّ الأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْس كانَ مِزاجُها كافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً* وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (3).

وقد نقلت كتب كثيرة شأن نزول هذه الآيات حيث نقل العلّامة الأميني (رحمه الله) في الغدير هذه القصة عن (34) كتاباً من كتب أهل السنّة (4).

وكذلك نقل المرحوم القاضي نور الله التستري هذه القصة عن (36) كتاباً من كتبهم (5) ولذلك فإن سبب نزول هذه الآيات تفوق حد التواتر.

ويصرّ بعض المتذرعين من أهل السنّة على أنّ هذه السورة مكية، وأنّ الحسنين‌

لم يكونا قد ولدا في مكة بعد، في حين أنّ علماء ومفسري الشيعة والسنّة ليال قبلوا شأن النزول المذكور سابقاً.

وقد ذكر البعض الآخر ما يلي:

كيف يمكن لإنسان أن يعيش مدّة ثلاثة ليال لم يذق إلّا الماء؟ في حين إنّ الجواب على هذا السؤال واضح، حيث وُجد في عصرنا كثيرون ممن قضوا (40) يوماً لم يذوقوا فيه إلّا الماء، واستطاعوا عن طريق هذا الصيام على الماء أن يحاربوا الكثير من الأمراض والمشاكل الجسمية والروحية (6)، والحقيقة أنّ مثل هذه الأمور لايمكن إنكارها، ولكن التعصب‌

اسم الکتاب : يسئلونك عن... المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست