د) الآية
(90) من سورة النساء من الآيات الأخرى التي تؤيد الجهاد الدفاعي يقول تعالى:
فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا.
إنّ هذه
الآية الشريفة تأذن باستمرار الحرب ما دام العدو مستمراً فيه، فبمجرّد قيام العدو
بإلقاء سلاحه والتوقف عن الحرب، فإنّ المسلمين مكلّفون بالتوقف عن الحرب كذلك
وقبول الهدنة، فلو كان الإسلام قد انتشر في ظل السيف فلا يجب أن تكون تعليماته
تحتوي مثل هذه التعليمات الراقية.
يقول الإمام
علي عليه السلامفي خطابه إلى مالك الأشتر:
ه-) الآيتان
(8) و (9) من سورة الممتحنة من الآيات الأخرى التي تدل دلالة واضحة على الجهاد
الدفاعي: يقول تعالى: (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ*
إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
وقد استدللنا
في الفقه بهذه الآية الشريفة على أنّ الاحترام لا يشمل الكفار الذميين فحسب بل
يشمل جميع الكفار غير الحربيين منهم، وبناء على هذه الآية الكريمة لا يحقّ لنا نحن
المسلمين قتال الدول التي لا تقاتلنا فحسب، بل إننا نستطيع أن نقيم معها علاقة
صداقة، وإن قطع علاقة الصداقة يشمل فقط الدول التي هي في حال حرب مع المسلمين
والذين قاموا بإخراج المسلمين من ديارهم وأموالهم وشرّدوهم.