قد يكون ذكر الطهارة والتوبة بجانب بعضها بعضاً، إشارة إلى أنّ الطهارة متعلقة
بالطهارة الظاهرية، أمّا التوبة فإشارة إلى الطهارة الباطنية.
كما أنّ هناك احتمالًا آخر، بأنّ الطهارة في هذا المورد بمعنى عدم ارتكاب
المعاصي والتلوث بها، أي أنّ الله عزّ وجلّ يحب الذين لا يرتكبون المعاصي والذنوب
و يحب الذين يتوبون بعد ارتكاب المعاصي أيضاً و يلحقون بزمرة (الطاهرين).
ويمكن أن تكون الإشارة إلى موضوع التوبة في هذا المورد ناظرة إلى أنّ البعض لم
يكونوا يستطيعون أن يتمالكوا أنفسهم تحت تأثير ضغط الغريزة الجنسية وكانوا يرتكبون
المعاصي مخالفين أمر الله عزّ وجلّ، وبعد ذلك يندمون على ما فعلوا ويستاؤون من
ذلك، ولهذا فإنّ الله عزّ وجلّ لكي يجعل طريق العودة إليهم مفتوحاً، ولا يروا هذا
الطريق مسدوداً ولا ييأسوا من رحمة الله عزّ وجلّ، فإنّه قد دلهّم على طريق التوبة
(1).
1. حول حقيقة التوبة وشروطها ذكرنا ذلك تفصيلًا في التفسير الأمثل، ج 3، ذيل
الآية 17 من سورة النساء، والجزء 9، ذيل الآية 5 من سورة النور.