فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ
لَهُمْ فِي الْكَلَامِ لَاخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
(2).
وحين يقول علي عليه السلام: أمّا لو أذن لهم في الكلام، فإن ذلك دليل على وجود
الأرواح وأنّهم يستطيعون أن يتواجدوا معنا، ويتكلموا معنا ولكن ذلك يحتاج إلى إذن
إلهي.
أيّها القراء الأعزاء! عليكم أن تفكروا من الآن في زادكم للآخرة، وتعوّضوا ما
فات منكم، إذ في غمرة قيام الساعة لن يفكر أحد بأحد آخر، بل إنّه يتخلى عن أحبَّ
الناس إليه ولا يفكر إلّا في إنقاذ نفسه، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لإعداد ذلك
الزاد لتلك اللحظات الموحشة.
1. في العصور الغابرة كان ينبى حول المدن حائط وسور كبير، ويفتحون بوابات
لدخول الأفراد وخروجهم من إلى المدينة، حتى يأمن أهل تلك المدن من شرّ السراق
واللصوص والأعداء، وكانت المقابر توضع عادة خارج تلك الأسوار.