responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : يسئلونك عن... المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 151

قالَ زعماء قريش لهؤلاء: إسألا أحبار اليهود عن محمّد وصفا لهم صفته، وخبّراهم بقوله فإنّهم أهل الكتاب الأوّل وعندهم مِن علم الأنبياء ما ليسَ عندنا.

فخرجا حتى قَدِما المدينة، فسألا أحبار اليهود عن النّبي صلى الله عليه وآله وقالا لهم ما قالت قريش.

فقالَ لهما أحبار اليهود: اسألوه عن ثلاث فإن أخبركم بهنّ فهو نبي مُرسل، وإن لم يفعل فهو رجل مُتقوّل فروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأوّل ما كانَ مِن أمرهم، فإنَّهُ قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طوّاف قد بلغ‌

مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه، وسلوه عن الروح ما هو.

وفي رواية اخرى قالوا: فإن أخبركم عن اثنتين ولم يخبركم بالروح فهو نبي.

فانصرفا إلى مكّة فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصلِ ما بينكم وبين محمّد. وقصّا عليهم القصة.

فجاؤوا إلى النّبي صلى الله عليه وآله فسألوه، فقال صلى الله عليه وآله: أخبركم بما سألتم غداً ولم يستثن- أي لم يقل إن شاءالله- فانصرفوا عنهُ، ومكث صلى الله عليه وآله خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحياً، ولا يأتيه جبرائيل حتى أرجف أهل مكّة وتكلّموا في ذلك. فشقّ على رسول الله صلى الله عليه وآله ما يتكلم به أهل مكّة، ثمّ جاءه جبرائيل عليه السلامعن الله بسورة الكهف، وفيها ما سألوه عنهُ من أمر الفتية والرجل الطوّاف. وأنزل عليه آية ويسألونك عن الرّوح‌ (1).

وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وآله جبرائيل حين جاءه:

لقد احتبست عنّي يا جبرائيل‌

فقال لهُ جبرائيل عليه السلام: وما نتنزَّل إلَّا بأمر ربّك لهُ ما بين أيدينا.

مِن الجدير بالذكر هُنا أنَّ سورة الكهف تضمّنت الجواب على سؤالين مِن الأسئلة الثلاثة. إلَّا أنَّ الآية التي تتحدث عن الروح قد مرّت علينا في سورة الإسراء، وهذا أمرٌ لا يندر حدوثه في القرآن، إذ تنزل آية في مُناسبة معيّنة، ثمّ توضع بأمر الرّسول صلى الله عليه وآله في سورة اخرى‌ (2).

1. سورة الإسراء، الآية 85.

2. التفسير الأمثل، سورة الكهف.

اسم الکتاب : يسئلونك عن... المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست