responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 79

في الكفّار» [1].

وكذلك نقرأ: «كانت بلاد ماوراء النهر أرض للأحناف، وكان للشافعية مسجد واحد هناك، وكان والي المدينة يخرج لصلاة الصبح ويمر على ذلك المسجد ويقول: «أما آن لهذه الكنيسة أن تُغلق» [2].

والأنكى من ذلك حالات العداوة مع أتباع أهل‌البيت عليهم السلام، فالأتراك العثمانيون كانوا يتهمونهم بأنّهم يحجّون إلى كربلاء والنجف بدلًا من مكةالمكرمة، وعندما يحجّ الشيعة إلى مكة فغرضهم من ذلك تلويث الكعبة.

وجاء في كتاب «امراء البلد الحرام»: «عندما اجتمع الناس لصلاة الصبح في اليوم الثاني من شوال عام 1088 للهجرة حول الكعبة، شاهدوا جوانب الكعبة ملوثة ومليئة بالقاذورات، فنسب بعضهم (جماعة من المتعصبين) هذا العمل إلى الشيعة، ووجدوا خمسة أشخاص من غير العرب في المسجد الحرام فانهالوا عليهم بالضرب إلى أن أخرجوهم من المسجد وقتلوهم ولم يدفع عنهم القتل» [3].

ومثل هذه الحالة وقعت في موسم الحج في عام 1322 ه ش، وفي هذه الواقعة حكم قاضي القضاة في الحجاز على رجل يدعى «أبوطالب اليزدي» بقطع عنقه بالسيف كان هذا الرجل مريضاً وقد أصابته حالة من الغثيان والتهوع إلى جانب الكعبة، فأخذه بعض المتعصبين وادعوا أنّه تقيّأ عمداً في المسجد الحرام بهدف تلويثه، في حين أنّ هذا الرجل كان قد وضع ثوبه على فمه وأسرع بترك المسجد الحرام ولكنّه وقع في براثن المتعصبين وأخيراً تمّ إعدامه‌ [4].

إحياء «فقه المقارن» من جديد:

إنّ الوقائع المثيرة التي ذكرناها آنفاً تحكي عن عمق جهل المسلمين، بل عن جهل علماء المذاهب الإسلامية فيما يتصل بالمذاهب الأخرى، وهذا الأمر بمثابة ناقوس الخطر لعلماء الإسلام الواعين والمخلصين، وقد أدى ذلك إلى يقظة كبار علماء المذاهب ممّا دعاهم لتأسيس مراكز التقريب بين المذاهب، وقد أرسل آية اللَّه البروجردي إلى ملك العربية السعودية رسالة ذكر فيها رواية عن الإمام الباقر عليه السلام يصف فيها حج النبي الأكرم صلى الله عليه و آله، حيث يتفق عليه جميع المذاهب الإسلامية، ليعلم الجميع من الشيعة وأهل السنّة أنّ مصدر أحكام الحج للمسلمين واحد وأنّهم مشتركون في غالبية الموارد، وقد تأسست «دار التقريب» في القاهرة بهمة بعض علماء المذاهب الإسلامية وتمّ تدوين مناسك الحج للشيعة والسنّة بشكل مقارن، وقد تحرك «حسن البنا» زعيم حركة الإخوان المسلمين وأحد أعضاء جماعة التقريب لنشر هذه المناسك في صحيفة «الإخوان» وهي الصحيفة الوحيدة التي يسمح لها بالانتشار في المملكة العربية السعودية، وذلك في موسم الحج‌ [5].

وكانت هناك ولادة جديدة على وشك الحدوث لهذا العلم، حيث أدرك فقهاء المذاهب الإسلامية ضرورة إحياء «علم الخلاف» من جديد وفتح باب الاجتهاد، وبدأت نشاطات واسعة في مصر، تونس، دمشق، ايران من أجل إحياء وتفعيل هذا العلم بعد أن أطلق عليه «الفقه المقارن».


[1]. مجلة رسالة الإسلام، العدد 28، ص 382.

[2]. المصدر السابق.

[3]. امراء البلد الحرام، ص 832.

[4]. الوهابيون، ص 344.

[5]. همبستگى مذاهب اسلامى، (ائتلاف المذاهب الإسلامية)، ص 10 (بالفارسيّة).

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست