responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 77

مكانة الفقه الإسلامي‌

في الدائرة العالمية والتعامل فيما بين المذاهب الفقهية

تمهيد:

بالرغم من أنّ اصطلاح «الفقه المقارن» يعود ظهوره إلى العقود المتأخرة من العصر الحديث، ولكن موضوع هذا العلم يعود إلى أكثر من ألف عام حيث كان يبحث تحت عنوان «علم الخلاف» أو «علم الخلافيات» أو «علم المناظرات»، وعلى حدّ قول الفخر الرازي أنّ هذا العلم يعتبر أحد العلوم الستين المتداولة في الحوزات العلمية القديمة [1].

تعريف علم الخلاف:

يقول «ابن خلدون» في تعريف هذا العلم:

«... وجرت بينهم (المتمسّكين بالمذاهب الأربعة) المناظرات في تصحيح كلّ منهم مذهب إمامه، تجري على اصول صحيحة وطرائق قويمة يحتجّ بها كلٌّ على صحّة مذهبه الذي قلّده وتمسّك به ... وكان في هذه المناظرات بيان مآخذ هؤلاء الائمة ومثارات اختلافهم ومواقع اجتهادهم. كان هذا الصنف من العلم يسمّى‌ بالخلافيّات» [2].

هدف «علم الخلاف»:

إنّ الهدف والغاية من هذا العلم منح فقهاء المذاهب معرفة بجميع أقوال علماء الإسلام واختيار أفضل هذه الأقوال والآراء، مضافاً إلى التعرّف على نقاط القوة الضعف فيها وبالتالي السعي لجبران الخلل ونقاط الضعف، وهذا يساهم في ترشيد الفقه والتماهي مع العصر والزمان، وأخيراً يتمّ من خلال ذلك رفع الكثير من عناصر سوء الفهم وما تفرزه من نزاعات وعداوات بين أتباع المذاهب.

يقول «العلّامة الشاطبي» في هذا الصدد:

«... مع أنّ الاعتياد الاستدلال لمذهب واحد ربّما يكسب الطالب نفوراً وإنكاراً لمذهب غير مذهبه من غير إطلاع على مأخذه فيورث ذلك حزازة في الاعتقاد في الأئمّة الذين أجمع الناس على فضلهم و ...» [3].


[1]. جامع العلوم، ص 14-/ 19.

[2]. مقدمة ابن خلدون، ج 2، ص 818 و 819.

[3]. الموافقات، ج 2، ص 273.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست