responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 561

يدفع ثلاثين قطعة فضيّة تعويضاً لمولاه، ويرجم الثور» (سفر الخروج، 21: 28. 32).

إنّ الأجواء الثقافية والتاريخية المتماثلة لهذين النظامين الحقوقين يمكنها أن تعيّن الباحثين على فهم مقصود التوراة في بعض الموارد المبهمة، والمثال المناسب لذلك ما ورد في مسألة إسقاط الجنين، فالتوراة ذكرت هذه المسألة في مورد واحد فقط:

«إن تضارب رجال وصدموا امرأةً حاملًا فأجهضت من غير أن تتأذّى، يدفع الصادم غرامة بمقتضى ما يطلب به الزوج، ووفقاً لقرار القضاة. أمّا إذا تأذّت المرأة، تأخذ نفساً بنفس، وعيناً بعين، وسنّاً بسنّ، ويداً بيد ورجلًا برجل و ...» (سفر الخروج، 21: 22. 25).

وفي الفرض الثاني الذي طرح في العبارة، أي إذا «حصلت خسارة أخرى» يوجد نحو من الإبهام والغموض، فهل أنّ المراد منه الضرر على الجنين أم على الامّ؟ فقد وقع نقاش بين علماء اليهود في هذا المورد وأخيراً تغلّب الرأي الثاني.

وكما قلنا أنّه يمكن الاستفادة من المواد القانونية في شريعة حمورابي الواردة في هذا الموضوع لرفع ذلك الإبهام:

209. إذا ضرب شخص ابنة شخص آخر وأدّى ذلك إلى إسقاط جنينها، فيجب عليه أن يدفع عشر شكل‌

[/ شِقِل‌

] الفضّة للجنين.

210. إذا ماتت تلك المرأة، فيجب أن تقتل ابنته بدلها.

إنّ ما ورد في المادة 210 بشكل صريح يؤيّد أنّ المراد من العبارة المذكورة في التوراة، الضرر على الامّ أيضاً لا على الجنين، «أي هو التفسير الذي وافق عليه أخيراً علماء التلمود».

ومن المسائل الملفتة للنظر عند مطالعة تطبيقية للمواد القانونية المذكورة في التوراة وفي قانون حمورابي هي ما يتّصل بقصاص العضو، فطبقاً لشريعة حمورابي (المادة 196- 200)، إذا أتلف شخص عين شخص آخر أو سِنّه أو عظامه الفردية فيجب إتلاف هذا العضو من بدنه أيضاً. وجاء في التوراة أيضاً قصاص العضو بشكل صريح (سفر الخروج، 21: 23- 25)، رغم وجود تفسير آخر لهذا المورد في الشريعة الشفهية.

ب) الميشنا والتلمود [1]

إنّ أهم منبع للشريعة اليهودية بعد التوراة هو الميشنا والتلمود، وهما مجموعة تعليمات تمّ جمعها من الشريعة الشفهية، ويعتقد اليهود أنّ هناك توراة أخرى أوحيت إلى موسى مضافاً إلى التوراة المكتوبة التي هي الكتب الخمسة لموسى، وهذه التوراة الثانية كانت بشكل غير مدوّن ويعمل بها اليهود إلى جانب التوراة المدوّنة ولها نفس ذلك الاعتبار والقيمة التي للتوراة الأولى. ومن ذلك ورد التعبير عنها بالتوراة الشفهية.

يقول ابن ميمون في مقدّمة تفسير الميشنا:

«كلّ‌

ميصوا [

/ حكم‌

] الذي أنزله اللَّه تعالى على معلّمنا موسى- سلام عليه- فإنّه أنزله مع شرحه وتفسيره أيضاً.

فقد قال له اللَّه الحكم ثمّ شرحه، ولذلك فإنّ ماهية وكلّ حكمة في آيات التوراة أعطيت له» [2] ..


[1]. سيأتي أنّ «ميشنا» عبارة عن ما اوحي إلى موسى من تفسير وتكميل للتوراة ولكن بصورة شفوية ولم يدوّن، وفي عام 210 م تمّ جمعها من قِبل أحد علماء اليهود. أمّا «التلمود» فهو مجموعة الرسائل المكتوبة في تفسير الميشنا والتي سميت ب «جمارا» مع متن الميشنا، أي أنّ التلمود هو مجموعة تتضمن الميشنا وشروحها.

[2].1 .Maim .,Introduction to Comm .Mishnah ,ch .1 .

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 561
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست