هذا السفر مذكورة في أبواب خمسة 5، 18 إلى 21، 24 وإلى 25 و 27 التي تتحدّث بصورة خاصّة عن الجرائم الجنسية، والسرقة، والقسم الكاذب، والغصب وعدم العدل في القضاء، والسحر، والكفر، والقتل، وأنواع الجراحات البدنية، والوقف.

4/ 1) سفر الأعداد: ويتحدّث عن واقعة «التيه» لبني‌اسرائيل في سيناء وإحصاء عدد بني اسرائيل والأعياد والقرابين وبعض الأحكام الشرعية والحقوقية أيضاً. ويسمّى هذا السفر في العبرية ب «بَميدبار» [1] أي (الصحراء)، وهذه الكلمة مقتبسة من الآية الأولى من هذا السفر. وأمّا المواضيع الحقوقية في هذا السفر فقد وردت في الأبواب 5، 6، 27، 35 و 36. وبعض الأحكام الحقوقية لهذا السفر عبارة عن: تعويض الخسارة وكذلك التحكيم الإلهي (اردالي) بالنسبة للنساء اللاتي يحتمل في سلوكهنّ ارتكاب الزنا، والقتل العمديّ وغير العمديّ، وعقوبة القتل، والمدن التي تعتبر ملجأً لليهود، وأحكام المنذورات والنذر، والإرث، وما إلى ذلك.

5/ 1) سفر التثنية: وقد تكرّرت الأحكام السابقة في هذا السفر أيضاً ويتحدّث هذا السفر أيضاً عن تاريخ بني اسرائيل إلى وفاة موسى. ويسمّى باللغة العبرية «دِواريم‌»، [2] وتعني «الكلام» وهي الكلمة المذكورة في الآية الأولى من هذا السفر. ووردت أحكام شرعية في هذا السفر كثيرة وخاصّة في الأبواب 15 إلى 25.

وبعض هذه الأحكام الحقوقية المذكورة في هذا السفر عبارة عن: آداب القضاء، مدن الملجأ ومقرّراتها، عقوبة عبادة الأصنام، شروط الشهادة في المحكمة، إجراء القسامة في صورة العثور على مقتول لم يعلم قاتله، عقوبة الإبن المعاند والمتمرّد، وكيفية صلب المجرم، والقوانين التي تتّصل بالجرائم الجنسية، وعقوبة الجلد، والحيوانات المحلّلة، سند الانفصال، وأحكام النكاح والطلاق وغير ذلك.

الثاني: التوراة والقوانين المعاصرة لها

إذا نظرنا إلى اليهودية من زاوية كونها «نظاماً حقوقياً» فلا بأس بإلقاء نظرة على الأنظمة الحقوقية المعاصرة لها والتي كانت سائدة في تلك الأجواء في البلدان المجاورة. فقد ظهرت اليهودية بتاريخ 1300 ق‌م، في‌المنطقة التي تسمّى الشرق الأدنى أو حضارة ما بين النهرين، حيث كانت هذه الحضارات تملك قوانين ومقرّرات مهمّة. وأقدم قانون عثر عليه عبارة عن قانون اورنَمو [3] وهو مجموعة من القوانين السومريّة المتعلّقة بعام 2100 قبل الميلاد. والقوانين الأخرى لهذه المنطقة عبارة عن قوانين اشنونا [4] (قبل 1900 ق م تقريباً) في أكد، وقوانينِ ليبيت عشتار [5] (قبل 1900 ق م تقريباً) في سومر، وقوانين حيتى (قبل حدود 1600 ق م تقريباً). ومع ذلك فإنّ قانون حمورابي ملك بابل، يعتبر بلا شكّ أهمّ هذه القوانين الذي يعود تاريخه إلى 1800 ق م. ويتشكّل هذا القانون من 282 مادّة (مضافاً إلى المقدّمة والمؤخّرة) وأهمّ المواضيع المطروحة فيه عبارة عن: شهادة الزور والقضاء الفاسد (المواد من 1 إلى 5)؛ والسرقة والاختطاف (من 6 إلى 25)؛ والقوانين‌

[1].1 .Bamidbar

[2].2 .Devarim

[3].3 .Urnammu

[4].4 .Eshnunna

[5].5 .Lipit Ishtar