responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 48

2. ما هو هدف الدين؟

3. ما هي الموارد التي يحتاج الإنسان فيها للدين؟

أ) ما المقصود من الشريعة؟

إنّ «الشريعة» عبارة عن القوانين العملية التي وضعها الدين لتنظيم وهداية أعمال وسلوكيات الناس باتّجاه المقاصد والأغراض العليا التي يريدها الدين، بالطبع فإنّ هذه الشريعة تمتاز بأمرين أساسيين:

الأوّل: إنّها تشكّل الجانب الملموس والعيني من الدين، لأنّ العقائد الدينية مع شدّة أهمّيتها فإنّها تتّصل بروح الإنسان وفكره، بجهة باطنية، بينما العمل بالأوامر والأحكام الشرعية يتميّز بجهة ظاهرية، بمعنى أنّها ترتبط مباشرة بالجانب العملي والسلوكي في حياة الإنسان والمجتمع البشري وتعمل على تنظيم أمور معيشتهم وحلّ التعقيدات الحقوقية في المجتمع البشري.

والآخر: إنّ الشريعة تمثّل أوسع قسم من أقسام الدين، لأنّه من الممكن أن يترتّب على أصل واحد من الأصول العقائدية آلاف الأعمال والسلوكيات، والإنسان قد يجد نفسه مكلّفاً وملزماً بآلاف الأعمال والتكاليف في مقابل ذلك الأصل الواحد.

ب) ما هو هدف الدين؟

لا شكّ في أنّ الغاية الأساسية للدين غرس الإيمان في واقع الإنسان بأصلين مهمّين هما: المبدأ والمعاد، وهذا الإيمان يمنح الحياة بعداً جديداً وتوجّهاً خاصّاً، ويرسم لحياة الإنسان نمطاً من المعيشة يتطلّب أحكاماً وقوانين وواجبات ومحرّمات، وهذه القوانين هي التي تقود الإنسان بسلام في ممرّات الحياة، وتنقذه من منزلقات هذه الحياة والمآزق الخطرة التي تنبع أحياناً من وساوس الإنسان الباطنية، وأحياناً أخرى من العلاقات الإجتماعية المنحرفة، والتي بدورها تمدّ جذورها نحو الرغبات النفسانية السلبية في واقع الإنسان، فالغاية إنقاذ الإنسان من جميع هذه المنزلقات وإيصاله إلى ساحل الأمن والأمان، وهذا الأمر يتحقّق من خلال وضع مجموعة من القوانين والمقرّرات والواجبات والمحرّمات التي تقوم على أسس وقواعد عقائدية في المنظومة الدينية.

وفيما يتعلّق بالسؤال الثالث‌، متى يحتاج الإنسان لهداية الدين، وبالتالي يحتاج لوضع قوانين وتكاليف دينية؟ فينبغي القول كمقدّمة: إنّ الإنسان في مسيرة حياته يملك حاجات متنوعة، وبما أنّه بإمكانه- من أجل إشباع هذه الحاجات- سلوك طرق مختلفة والتحرّك بسلوكيات متفاوتة، فإنّ الشريعة والفقه يرسمان له أحسن وأنفع ما يمكن أن يسلكه الإنسان لإشباع هذه الحاجات، بصورة صحيحة.

ج) موارد الحاجة للدين‌

في البداية ومن أجل أن نتعرّف على الموارد والدوائر التي يحتاج الإنسان فيها للهداية الدينية، وبالتالي يحتاج لوضع القوانين والمقرّرات، وما ينبغي له وما لا ينبغي في واقع الحياة، وبما أنّ الإنسان في حركة حياته يحتاج إلى أمور مختلفة وكلّ حاجة يمكن أن تكون لها حلول متعدّدة، فإنّ الشريعة وكذلك الفقه الإسلامي يعتبر أفضل الحلول، ويمنح الإنسان أحسن الاستجابات لهذه الحاجات، ويقرّر في أحكامه السلوك السليم والصحيح لرفع هذه الحاجات وحلّ تلكم المشكلات.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست