responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 407

العمل المستحبّ، وأنّ في الإتيان به فضيلة، فيقال له «مستحبّ» لأنّ الاستحباب من «الحبّ» [1].

ومن جهة أنّ الإتيان بهذا العمل مطلوب من الناس بلحاظ ما يملك من أهمّية، فيقال له «مندوب» لأنّ «الندب» يأتي بمعنى دعوة الناس لأمر مهمّ‌ [2].

ومن جهة أنّ مثل هذه الأفعال يأتي بها الإنسان تطوّعاً ومن غير إلزام، بل يتحرّك المكلّف للإتيان بها من موقع إظهار عبوديّته وإيمانه، فلذلك يقال لهذا العمل «تطوّع» لأنّ التطوّع في اللغة هو العمل الذي يأتي به الإنسان عن رغبة وميل شخصيّ مع أنّه غير واجب‌ [3].

ولذلك فإنّ التطوّع أخصّ من الطاعة، لأنّ الطاعة تشمل الإتيان بالعمل الواجب والمستحبّ أيضاً [4].

ومن جهة أنّ الإتيان بالمستحبّات، مضافاً إلى الواجبات يقال له «نافلة» و «نفل» لأنّ النفل في اللغة بمعنى الزيادة [5]، وبما أنّ الإتيان بالمستحبّات يعتبر عملًا مرغوباً وأسلوباً مطلوباً ومعقولًا، فلذلك يقال له «سنّة» بمعنى المنهج والطريق‌ [6].

وممّا يجدر ذكره أنّه رغم أنّ ترك المستحبّات لا يستوجب ذنباً ولا يترتّب عليه ذمٌّ، ولكن إذا تركت المستحبّات في أجواء المجتمع الإسلاميّ بشكل عام فإنّ هذا الترك بهذا الشكل قد يصل إلى مرتبة الحرام ويستحقّ المسلمون الذمّ والتوبيخ على إهمالهم للمستحبّات، مثل ترك الجماعات وترك إقامة الصلاة في المساجد بشكل دائم، لأنّ مثل هذا التعامل مع الأحكام غير الإلزامية الذي يتّسم بالعموم والشمول يعتبر إهانة بالنسبة ل «أحكام اللَّه» [7]، مضافاً إلى أنّ ترك المستحبّات يفضي تدريجياً إلى تهميش الواجبات وقلّة العناية بها وبالتالي ترك الدين الإلهيّ في زاوية النسيان ومن هذه الجهة يكون هذا العمل مقدّمة للحرام.

أقسام المستحبّ:

و «المستحبّ» في الاصطلاح الفقهيّ على قسمين مستحبّ مؤكّد وغير مؤكّد.

الأوّل عبارة عن المستحبّ الذي تتعلّق به المحبوبية بدرجة عالية، كاستحباب المشاركة في صلاة الجماعة، والثانية عبارة عن المستحبّ الذي تعلّقت به المحبوبية والمطلوبية بدرجة أقلّ، كاستحباب الإتيان ببعض تعقيبات الصلاة، والجدير بالذكر أنّ مرتبة المطلوبية والمحبوبية لعمل معيّن تستكشف من خلال النصوص الشرعية.

اصطلاحات المكروه وأقسامها:

«المكروه» هوالعمل الذي يترجّح تركه، ولذلك فإنّ الشارع في الوقت الذي لم يلزم المكلّف بتركه، ولكنّه‌


[1]. نهاية الوصول إلى علم الأصول، ج 1، ص 96.

[2]. موسوعة مصطلحات أصول الفقه، ج 2، ص 1574 و ج 1، ص 778؛ نهاية الوصول إلى علم الأصول، ج 1، ص 96.

[3]. تفسير الميزان، ج 9، ص 351؛ كتاب الصلاة لآية اللَّه الخوئي، ص 513.

[4]. التبيان، ج 2، ص 44.

[5]. مفردات الراغب، مادّة «نفل»؛ حاشية ردّ المختار على الدرّالمختار، ج 1، ص 111.

[6]. معجم المصطلحات والالفاظ الفقهيّة، ج 2، ص 297.

«من الضروري الالتفات إلى هذه النقطة وهي أنّ السنّة لها معانٍ مختلفة، فهذه المفردة تطلق في اللغة على كلّ منهج وطريقة وإن كان الغالب أنّها تستعمل في المنهج الحسن والمقبول، وفي الاصطلاح لها معانٍ كثيرة، منها: 1. أعمال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله التي دأب عليها (سنن النبيّ). 2. الطلب غير الملزم ولكنّه مؤكد وفي هذه الصورة سيكون معنى السنّة مرادفاً للمستحبّ المؤكّد. 3. ما في إتيانه ثواب وفي تركه اللوم والعتاب، ولكنه لا يعاقب عليه. 4. فعل وقول وتقرير النبيّ صلى الله عليه و آله (أو المعصوم عليه السلام) يقول إبن الحاجب: السنّة في العبادة هي النافلة، والسنّة في الأدلّة هي قول وفعل وتقرير النبيّ صلى الله عليه و آله. (معجم المصطلحات والألفاظ الفقهيّة، ج 2، ص 297).

[7]. نهاية الوصول في علم الأصول، ج 1، ص 96؛ المحصول للفخرالرازي، ج 1، ص 102.

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 407
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست