responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 219

إنسداد أوإنفتاح باب الاجتهاد

من المسائل التي تقع مورد البحث في مسألة الاجتهاد، نظرية انفتاح أو انسداد هذا الباب، بمعنى أنّ هناك اختلافاً بين العلماء في هذه المسألة، فهل أنّ باب استنباط التكاليف أو استخراج حكم أفعال المكلّفين من المنابع الأوّلية للإسلام مفتوح ويتمكّن الجميع من التوسع في المقدّمات ولوازم عملية الاستنباط وأن يستخرجوا أحكامه، أم أنّه موصد ولا يتمكّن أيّ شخص أولا ينبغي له أن يدخل هذا المدخل؟

إنّ دائرة هذا البحث تختصّ بالتكاليف الدينية للمكلّفين، وإلّا فلا شكّ في أنّ باب الاجتهاد بالنسبة لسائر العلوم مفتوح، حيث تتحرّك الجامعات ومراكز التحقيقات العلمية في العالم على مستوى الاكتشاف والإبداع وطرح معارف جديدة في كلّ يوم وتقديمها للمجتمع البشريّ.

والدافع على طرح هذا البحث هو اعتقاد جمع كثير من أهل السنّة بانسداد باب الاجتهاد وأنّ الاجتهاد منحصر بفقهاء الصدر الأول للإسلام، وأمّا سائر الفقهاء الآخرين فعليهم تقليد أولئك الفقهاء، وسيأتي أنّ هذه العقيدة أدّت إلى ركود الفقه وتخلّفه عن مجالات الحياة المعاصرة، وتتنافى مع عالميّة الإسلام وشموليته.

وتنطلق هذه المقالة من موقع بيان نظرية مدرسة أهل البيت عليهم السلام ونظرية أهل السنّة في هذا الموضوع وأدلّة كلّ من الطرفين ودائرة القائلين بالانسداد وهل أنّهم يدّعون الإنسداد المطلق وأنّه يجري في جميع الأزمنة وفي جميع أبواب الفقه، أم أنّه ينحصر بفترة زمنية معينة، وفي بعض أبواب الفقه؟ وفي كلا الحالين فلابدّ من البحث في المراد من قولهم.

الفصل الأوّل: إنسداد أو إنفتاح الإجتهاد

لا شكّ في أنّ جماعة من علماء أهل السنّة كانوا يعتقدون بانسداد باب الاجتهاد، وأمّا متى ظهرت هذه الفكرة ولماذا طرحت في فضاء الفقه، وما هي أدلّة القائلين بها وحدود هذه المقولة؟ فهذه أسئلة وعلامات استفهام نسعى إلى‌ تسليط الأضواء عليها في هذا الفصل.

1. تاريخ مقولة الإنسداد

لا خلاف بين مذاهب أهل السنّة بأنّ مقولة الإنسداد

اسم الکتاب : موسوعة الفقه الاسلامي المقارن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست